وهذا وقع أعلى من هذا بخمس درجات في "جزء الذهلي"، وغيره.
جعفر بن محمد بن عمران، حدثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش: سمعت أنسًا يقرأ: "إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلًا" فقيل: له يا أبا حمزه "وأقوم قيلا" فقال: أقوم وأصوب واحد.
ويقال: إن الأعمش كان ربما خرج إليهم وعلى كتفه مئزر العجين. وإنه لبس مرة فروا مقلوبا فقال له قائل: يا أبا محمد! لو لبستها وصوفها إلى داخل، كان أدفأ لك! قال: كنت أشرت على الكبش بهذه المشورة.
قالوا: مات الأعمش في ربيع الأول، سنة ثمان وأربعين ومائة، بالكوفة. ومات معه فيها: شيخ المدينة: جعفر بن محمد الصادق، وشيخ مصر: عمرو بن الحارث الفقيه، وشيخ حمص: محمد بن الوليد الزبيدي، وشيخ واسط: العوام بن حوشب، وقاضي الكوفة ومفتيها: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
قرأت على الحسن بن علي، أنبأنا سالم بن الحسن، أنبأنا نصر الله بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو سعيد بن خشيش، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي، حدثنا حفص بن غياث قال: أتيت أنا وصاحب لي إلى الأعمش نسمع منه فخرج إلينا وعليه فروة مقلوبة قد أدخل رأسه فيها فقال: لنا تعلمتم السمت تعلمتم الكلام أما والله ما كان الذين مضوا هكذا وأجاف الباب أو قال: يا جارية أجيفي الباب، ثم خرج إلينا فقال: هل تدرون ما قالت الأذن؟ قالت: لولا أني أخاف أن أقمع بالجواب، لطلت كما يكول الكساء. قال حفص: فكم من كلمة أغاظني صاحبها، منعني أن أجيبه قول الأعمش.
أخبرنا سليمان بن قدامة القاضي، أنبأنا جعفر الهمداني، أنبأنا السلفي، أنبأنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأنا العتيقي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عدي، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي، سمعت أبا داود يقول: قيل للأعمش: لو أدركت عليا قاتلت معه قال: لا ولا أسأل عنه لا أقاتل مع أحد أجعل عرضي دونه فكيف ديني دونه?!.
قال أبو الحسين بن المنادي: قد رأى أنسًا إلَّا أنه لم يسمع منه. ورأى أبا بكرة الثقفي، وأخذ له بركابه، فقال له: يا بني إنما أكرمت ربك ﷿. قلت: لم يصح هذا.
روى أحمد بن عبد العزيز الأنصاري، عن وكيع، عن الأعمش قال: رأيت أنسًا، وما منعني أن أسمع منهإلَّا استغنائي بأصحابي.