للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى بقية، عن الزبيدي، قال: أقمت مع الزهري عشر سنين بالرصافة -يعني: رصافة هشام بالشام.

قال ابن سعد: كان الزبيدي أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث، وكان ثقة. إن شاء الله.

قلت: كان من نظراء الأوزاعي في العلم. قال محمد بن عوف الطائي: الزبيدي من ثقات المسلمين فإذا جاءك الزبيدي عن الأوزاعي، فاستمسك به.

وقال أبو داود السجستاني: قال الأوزاعي: لم يكن في أصحاب الزهري أثبت من الزبيدي. ثم قال: أبو داود ليس في حديثه خطأ.

وقال ابن حبان: كان من الحفاظ المتقنين، أقام مع الزهري عشر سنين، حتى احتوى على أكثر علمه، وهو من الطبقة الأولى من أصحابه.

قلت: أين من يقيم مع الزهري بالحجاز أياما، إلى من أقام معه في وطنه عشر سنين?! ما فوق الزبيدي في الجلالة والإتقان لعلم الزهري أحد أصلا، ولكنه مات قديمًا، فلم ينتشر عنه كثير علم.

قال ابن سعد: مات سنة ثمان وأربعين ومائة، وهو ابن سبعين سنة. وقال أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في "تاريخه": مات وهو شاب، في المحرم، سنة تسع وأربعين ومائة. كذا قال: وهو شاب، وهذا وهم، بل كبر وشاخ، وحديثه نحو المائتين فصاعدًا.

أخبرنا محمد بن حمزة إجازة إن لم يكن سماعًا وقرأته على سليمان الفقيه قالا، أنبأنا محمد بن عبد الواحد الحافظ، أنبأنا محمد بن مكي الحافظ، أنبأنا محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الحافظ، حدثنا محمد بن طاهر الحافظ، حدثنا محمد بن عبد الواحد البزار بالري، أنبأنا أبو طاهر محمد ابن أحمد بن علي بن حمدان "ح" وأنبأنا الخضر بن عبدان، أنبأنا محمد بن الحسين القزويني سنة اثنتين وعشرين وستة مائة، أنبأنا محمد بن الحسن الأرغندي، أنبأنا محمد بن الفضل الصاعدي، أنبأنا محمد بن علي الخبازي وأبو سهل محمدبن أحمد قالوا ثلاثتهم، أنبأنا محمد بن مكي الكشميهني، أنبأنا محمد بن يوسف بن مطر، أنبأنا محمد بن إسماعيل الجعفي الحافظ، أنبأنا محمد بن خالد، حدثنا محمد بن وهب، حدثنا محمد بن حرب، حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي، أنبأنا الزهري هو محمد بن مسلم، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة أن النبي رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة" (١).


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٥٧٣٩"، ومسلم "٢١٩٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>