للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: أي والله فالعجب منا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونفتحم الداء قال الله تعالى "فاذكروني أذكركم" البقرة "ولذكر الله أكبر" العنكبوت وقال "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" الرعد ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاء ولازم قرع الباب فتح له.

وقد كان ابن عون قد أوتي حلما وعلما ونفسه زكية تعين على التقوى فطوبى له.

قال بكار بن محمد السيريني كان ابن عون إذا حدث بالحديث يخشع عنده حتى نرحمه مخافة أن يزيد أو ينقص.

وكان لا يدع أحداً من أصحاب الحديث ولا غيرهم يتبعه وما رأيته يماري أحداً ولا يمازحه ما رأيت أملك للسانه منه ولا رأيته دخل حماما قط وكان له وكيل نصراني يجبي غلته وكان لا يزيد في شهر رمضان على حضوره المكتوبة ثم يخلو في بيته وقد سعت به المعتزلة إلى إبراهيم بن عبد الله ابن حسن الذي خرج بالبصرة فقالوا ها هنا رجل يربث عنك الناس فأرسل إليه إبراهيم أن ما لي ولك فخرج عن البصرة حتى نزل القريظية وأغلق بابه قال الأنصاري سمعت ابن عون يذكر أنه دخل على سلم بن قتيبة وهو أمير فقال السلام عليكم لم يزد فضحك سلم وقال نحتملها لابن عون يعني أنه ما سلم بالإمرة.

ولقد كان ابن عون بخير موسعا عليه في الرزق قال معاذ بن معاذ رأيت عليه برسنا من صوف رقيقا حسنا فقيل: له ما هذا البرنس يا أبا عون قال هذا كان لابن عمر كساه لأنس بن سيرين فاشتريته من تركته.

قال بكار بن محمد السيريني وكان له سبع يقرؤه كل ليلة فإذا لم يقرأه أتمه بالنهار وكان يغزو على ناقته إلى الشام فإذا صار إلى الشام ركب الخيل وقد بارز روميا فقتل الرومي.

وكان إذا جاءه إخوانه كأن على رؤوسهم الطير لهم خشوع وخضوع وما رأيته مازح أحداً ولا ينشد شعرا كان مشغولا بنفسه وما سمعته ذاكرا بلال بن أبي بردة بشيء قط ولقد بلغني أن قوما قالوا له يا أبا عون بلال فعل كذا فقال إن الرجل يكون مظلوما فلا يزال يقول حتى يكون ظالما ما أظن أحداً منكم أشد على بلال مني قال وكان بلال ضربه بالسياط لكونه تزوج امرأة عربية.

<<  <  ج: ص:  >  >>