للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو محمد بن حميد المعمري: قال معمر: لقد طلبنا هذا الشأن، ومالنا فيه نية: ثم رزقنا الله النية من بعد.

وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر، قال: كان يقال: إن الرجل يطلب العلم لغير الله، فيأبى عليه العلم حتى يكون لله.

قلت: نعم، يطلبه أولًا، والحامل له حب العلم، وحب إزالة الجهل عنه، وحب الوظائف، ونحو ذلك، ولم يكن علم وجوب الإخلاص فيه، ولا صدق النية، فإذا علم حاسب نفسه، وخاف من وبال قصده، فتجيئه النية الصالحة كلها، أو بعضها وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم. وعلامة ذلك أنه يقصر من الدعاوى وحب المناظرة ومن قصد التكثر بعلمه ويزري على نفسه فإن تكثر بعلمه أو قال: أنا أعلم من فلان فبعدًا له.

قال هشام بن يوسف القاضي: عرض معمر على همام بن منبه هذه الأحاديث وسمع منها سماعًا نحوًا من ثلاثين حديثًا.

قال أحمد بن زهير: سمعت ابن معين يقول: لما دخل الثوري اليمن، أتاه معمر يسلم عليه فحدث يومًا بحديث عن عبد الله بن محمد بن عقيل: أن النبي ضحى بكبشين (١) وهو حديث يخطئ ابن عقيل فيه فقال له سفيان: يا أبا عروة تعست (٢) فغضب معمر من ذاك فما أتى سفيان فما أتاه حتى خرج، ولا سلم عليه.

ومات في سنة ثلاث وخمسين: أسامة بن زيد الليثي، وأبان بن صمعة، وثور بن يزيد، والحسن بن عمارة، وفطر بن خليفة، وهشام بن الغاز.


(١) صحيح: أخرجه ابن ماجه "٣١٢٢" من طريق عبد الرزاق، أنبأنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبي سلمة، عن عائشة، وعن أبي هريرة أن رسول الله كان إذا أراد أن يضحي، اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين، فذبح أحدهما عن أمته، لمن شهد بالتوحيد وشهد له بالبلاغ، وذبح الآخر عن محمد وعن آل محمد " وإسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل، صدوق، في حديثه لين، لكن الحديث روى من طريق أخرى، فروى من طريق أنس بن مالك قال: ضحى رسول الله بكبشين أملحين أقرنين يسمى ويكبر، ولقد رأيته يذبح بيده واضعا قدمه على صفاحهما". أخرجه الطيالسي "١٩٦٨"، وأحمد "٣/ ١١٥ و ١٨٣ و ٢٢٢ و ٢٥٥ و ٢٧٢ و ٢٧٩"، والبخاري "٥٥٥٨"، ومسلم "١٩٦٦" "١٨"، والنسائي "٧/ ٢٣٠ و ٢٣٠ - ٢٣١"، وابن ماجه "٣١٢٠" والدارمي "٢/ ٧٥"، و ابن الجارود "٩٠٩"، وأبو يعلى "٣١٣٦" و"٣٢٤٧" و"٣٢٤٨" من طرق عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، به.
(٢) تعست: عثرت وانكببت على وجهك، وهو دعاء عليه بالهلاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>