للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سفيان الثوري، وذكره بالفضل، وكان كثير الغلط، ينفرد عن أناس بأشياء لا يشاركه فيها أحد.

وقال ابن خراش: كان صدوقًا، وفي حديثه نكرة.

وقال الإمام الدارقطني: ثقة.

وقال ابن عدي: مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة. وقال عاصم بن علي: كان مستجاب الدعوة.

قلت: استشهد به البخاري، ولم يحتج به، واحتج به مسلم يسيرًا، وأكثر له من الشواهد.

قال الحاكم أبو عبد الله: أكثر مسلم الاستشهاد بعكرمة بن عمار.

قلت: قد ساق له مسلم في الأصول حديثًا منكرًا، وهو الذي يرويه عن سماك الحنفي عن ابن عباس، في الأمور الثلاثة التي التمسها أبو سفيان من النبي (١).

قال عباس بن عبد العظيم: سمعت علي بن عبد الله يحدث عن عبد الرحمن: أنه كان مع سفيان عند عكرمة بن عمار. قال: فجاء يكتب عنده فقلت: يا أبا عبد الله! هات حتى


(١) ونصه عند مسلم "٢٥٠١" وقد رواه من طريق عكرمة بن عمار، حدثنا أبو زميل، حدثني ابن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه. فقال للنبي يا نبي الله ثلاث أعطنيهن قال: نعم قال: عند أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها. قال: نعم. قال: ومعاوية، تجعله كاتبا بين يديك. قال: نعم. قال: وتؤمروني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين قال: نعم،
قال أبو زميل: ولولا أنه طلب ذلك من النبي ما أعطاه ذلك لأنه لم يكن يسأل شيئا إل قال: نعم".
قلت: وهذا الحديث منكر، ووجه نكارته: أن أبا سفيان إنما أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة. وهذا مشهور لا خلاف فيه. وكان النبي قد تزوج أم حبيبة قبل ذلك بزمان طويل تزوجها سنة ست، وقيل سنة سبع. واختلفوا أين تزوجها. فقيل بالمدينة بعد قدومها من الحبشة، وقال الجمهور: بأرض الحبشة. وقد أجمع أهل التاريخ على أم حبيبة كانت تحت عبيد الله بن جحش وولدت له، وهاجر بها وهما مسلمان إلى أرض الحبشة، ثم تنصر وثبتت أم حبيبة على دينها، فبعث رسول الله إلى النجاشي يخطبها عليه، فزوجه إياها، وأصدقها عن رسول الله أربعة آلاف درهم، وذلك في سنة سبع من الهجرة، وجاء أبو سفيان في زمن الهدنة -وهي التي كانت بين النبي وبين قريش في صلح الحديبية- فدخل عليها، فثنت بساط رسول الله حتى لا يجلس عليه، ولا خلاف أن أبا سفيان ومعاوية أسلما في فتح مكة سنة ثمان، ولا يعرف أن رسول الله أمر أبا سفيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>