للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن أبيه قال: لما كان يوم بدر قال لهم رسول الله : "ما تقولون في هؤلاء الأسارى"؟. فقال عبد الله بن رواحة: أنت في واد كثير الحطب فأضرم نارا ثم ألقهم فيها. فقال العباس: قطع الله رحمك. فقال عمر: قادتهم ورءوسهم قاتلوك وكذبوك، فاضرب أعناقهم. فقال أبو بكر: عشيرتك وقومك.

ثم دخل رسول الله لبعض حاجته. فقالت طائفة: القول ما قال عمر. فخرج رسول الله فقال: "ما تقولون في هؤلاء إن مثل هؤلاء كمثل إخوة لهم كانوا من قبلهم؛ قال نوح: ﴿رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾ [نوح: ٢٦]، وقال موسى: ﴿رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ [يونس: ٨٨]، وقال إبراهيم: ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [إبراهيم: ٣٦]، وقال عيسى: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ﴾ [المائدة: ١١٨] الآية، وأنتم قوم بكم عيلة، فلا ينفلتن أحد منهم إلا بفداء أو بضربة عنق". فقلت: إلا سهيل بن بيضاء فإنه لا يقتل، قد سمعته يتكلم بالإسلام. فسكت، فما كان يوم أخوف عندي أن يلقي الله عليَّ حجارة من السماء

من يومي ذلك، حتى قال رسول الله : "إلا سهيل بن بيضاء" (١).

وقال ابن إسحاق، عن البراء أو غيره، قال: جاء رجل من الأنصار بالعباس قد أسره إلى رسول الله ، فقال العباس: ليس هذا أسرني، قال رسول الله : "لقد آزرك الله بملك كريم".

وقال ابن إسحاق: حدثني من سمع عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان الذي أسر العباس أبو اليسر كعب بن عمرو السلمي، فقال النبي : "كيف أسرته"؟. فقال: لقد أغلق عليه رجل ما رأيته قبل ولا بعد، هيئته كذا وكذا. فقال: "لقد أعانك عليه ملك كريم". وقال للعباس: "افد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث". فأبى وقال: إني


(١) ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة "١٢/ ٤١٧" و"١٤/ ٣٧٠ - ٣٧٢"، وأحمد "١/ ٣٨٣ - ٣٨٤"، والترمذي "١٧١٤" و"٣٠٨٤"، والبيهقي في "السنن" "٦/ ٣٢١"، وأبو نعيم في "الحلية" "٤/ ٢٠٧ - ٢٠٨" من طريق أبي معاوية، حدثنا الأعمش، به.
قلت: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه بين أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وأبيه، فإنه لم يسمع منه وأبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش، هو سليمان بن مهران.
وعمرو بن مرة: هو المرادي الكوفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>