سفيان. قال: فأتوا بي معن بن زائد، وكان قد كتب إليه في طلبي، فقيل له: هذا قد سرق منا. فقال: لم سرقت متاعهم? قلت: ما سرقت شيئًا. فقال لهم: تنحوا لأسائله. ثم أقبل علي فقال: ما اسمك? قلت: عبد الله بن عبد الرحمن. فقال: نشدتك الله لما انتسبت.
قلت: أنا سفيان بن سعيد بن مسروق. قال: الثوري? قلت: الثوري. قال: أنت بغية أمير المؤمنين. قلت: أجل فأطرق ساعة، ثم قال: ما شئت فأقم، ومتى شئت فارحل فوالله لو كنت تحت قدمي ما رفعتها.
قرأتها على إسحاق بن طارق، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا أحمد بن محمد، أنبأنا أبو علي المقرئ، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا أبو الشيخ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا أحمد بن سليمان بن أبي شيبة سمعت صالح بن معاذ البصري سمعت عبد الرحمن بن مهدي سمعت سفيان فذكرها.
وكيع، عن سفيان قال: ما عالجت شيئًا أشد علي من نفسي مرةً علي، ومرةً لي.
عن سفيان: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ﴾ [الأعراف: ١٨٢].، و [القلم: ١٤٤]. قال: نسبغ عليهم النعم، ونمنعهم الشكر.
أبو إسحاق الفزاري عن سفيان قال: البكاء عشرة أجزاء: جزء لله، وتسعة لغير الله فإذا جاء الذي لله في العام مرة فهو كثير.
قال خلف بن تميم: سمعت سفيان يقول: من أحب أفخاذ النساء لم يفلح.
وقال عبد الرحمن رسته: سمعت ابن مهدي يقول: بات سفيان عندي فجعل يبكي فقيل له. فقال: لذنوبي عندي أهون من ذا، ورفع شيئًا من الأرض إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت.
وعن سفيان: السلامة في أن لا تحب أن تعرف.
وروى رسته عن ابن مهدي قال: قدم سفيان البصرة، والسلطان يطلبه فصار إلى بستان فأجر نفسه لحفظ ثماره فمر به بعض العشارين فقال: من أنت يا شيخ? قال: من أهل الكوفة. قال: أرطب البصرة أحلى أم رطب الكوفة? قال: لم أذق رطب البصرة. قال: ما أكذبك البر، والفاجر، والكلاب يأكلون الرطب الساعة.، ورجع إلى العامل فأخبره ليعجبه فقال: ثكلتك أمك أدركه فإن كنت صادقًا فإنه سفيان الثوري فخذه لنتقرب به إلى أمير المؤمنين فرجع في طلبه فما قدر عليه.