للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

آمن? قال: نعم. قال: لا تبعث إلي حتى آتيك، ولا تعطني حتى أسألك. قال: فغضب، وهم به فقال له كاتبه: أليس قد آمنته? قال: بلى. فلما خرج حف به أصحابه فقالوا: ما منعك، وقد أمرك أن تعمل في الأمة بالكتاب والسنة? فاستصغر عقولهم، وخرج هاربًا إلى البصرة.

وعن سفيان قال: ليس أخاف إهانتهم إنما أخاف كرامتهم فلا أرى سيئتهم سيئة لم أر للسلطان مثلًا إلَّا مثلًا ضرب على لسان الثعلب قال: عرفت للكلب نيفًا وسبعين دستانًا ليس منها دستان خيرًا من أن لا أرى الكلب، ولا يراني.

محمد بن يوسف الفريابي: سمعت سفيان يقول: أدخلت على أبي جعفر بمنى فقلت له: اتق الله فإنما أنزلت في هذه المنزلة، وصرت في هذا الموضع بسيوف المهاجرين، والأنصار، وأبناؤهم يموتون جوعًا. حج عمر فما أنفق إلَّا خمسة عشر دينارًا، وكان ينزل تحت الشجر. فقال: أتريد أن أكون مثلك? قلت: لا، ولكن دون ما أنت فيه، وفوق ما أنا فيه. قال: اخرج.

قال عصام بن يزيد: لما أراد سفيان أن يوجهني إلى المهدي قلت له: إني غلام جبلي لعلي أسقط بشيء فأفضحك. قال: يا ناعس ترى هؤلاء الذين يجيؤوني? لو قلت لأحدهم لظن أني قد أسديت إليه معروفًا، ولكن قد رضيت بك قل ما تعلم، ولا تقل ما لا تعلم. قال: فلما رجعت قلت: لأي شيء تهرب منه، وهو يقول: لو جاء لخرجت معه إلى السوق فأمرنا، ونهينا? فقال: يا ناعس حتى يعمل بما يعلم فإذا فعل لم يسعنا إلَّا أن نذهب فنعلمه ما لا يعلم. قال عصام: فكتب معي سفيان إلى المهدي، وإلى، وزيره أبي عبيد الله قال: وأدخلت عليه فجرى كلامي فقال: لو جاءنا أبو عبد الله لوضعنا أيدينا في يده، وأرتدينا بردًا، واتزرنا بآخر، وخرجنا إلى السوق، وأمرنا بالمعروف، ونهينا عن المنكر فإذا توارى عنا مثل أبي عبد الله لقد جاءني قراؤكم الذين هم قراؤكم فأمروني، ونهوني، ووعظوني، وبكوا، والله لي، وتباكيت لهم ثم لم يفجأني من أحدهمإلَّا أن أخرج من كمه رقعة: أن افعل بي كذا، وأفعل بي كذا ففعلت، ومقتهم. قال:، وإنما كتب إليه لأنه طال مهربه أن يعطيه الأمان فأتيته فقدمت عليه البصرة بالأمان ثم مرض، ومات.

أبو نعيم: حدثنا الطبراني، حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني عمرو بن علي، سمعت يحيى بن سعيد يقول: أملى علي سفيان كتابه إلى المهدي، فقال: اكتب من سفيان بن سعيد، إلى محمد بن عبد الله. فقلت: إذا كتبت هذا لم يقرأه. قال: اكتب كما تريد. فكتبت. ثم قال: اكتب: فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلَّا هو ، وهو للحمد أهل، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>