أبو سعيد الأشج: سمعت أبا عبد الرحمن الحارثي يقول: دفن سفيان كتبه، فكنت أعينه عليها فقلت: يا أبا عبد الله، وفي الركاز الخمس فقال: خذ ما شئت، فعزلت منها شيئًا كان يحدثني منه.
عن يعلى بن عبيد: قال سفيان: لو كان معكم من يرفع حديثكم إلى السلطان، أكنتم تتكلمون بشيء? قلنا: لا. قال: فإن معكم من يرفع الحديث.
وعن سفيان: الزاهد في الدنيا هو الزهد في الناس، وأول ذلك زهدك في نفسك.
عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء، سمعت الثوري يقول: خرجت حاجًا أنا، وشيبان الراعي مشاةً فلما صرنا ببعض الطريق إذا نحن بأسد قد عارضنا فصاح به شيبان فبصبص، وضرب بذنبه مثل الكلب، فأخذ شيبان بأذنه، فعركها، فقلت: ما هذه الشهرة لي? قال: وأي شهرة ترى يا ثوري? لولا كراهية الشهرة ما حملت زادي إلى مكة إلَّا على ظهره.
الحسن بن علي الحلواني: سألت محمد بن عبيد: أكان لسفيان امرأة? قال: نعم رأيت ابنًا له بعثت به أمه إليه فجاء فجلس بين يديه فقال سفيان: ليت أني دعيت لجنازتك. قلت لمحمد: فما لبث حتى دفنه? قال: نعم.
وعن سفيان: من سر بالدنيا نزع خوف الآخرة من قلبه.
وعنه: ﴿وَمُلْكًا كَبِيرًا﴾ [الإنسان: ٢٠]. قال: استئذان الملائكة عليهم.
الفريابي: سمعت الأوزاعي، وسفيان يقولان: لما ألقي دانيال في الجب مع السباع قال: إلهي بالعار، والخزي الذي أصبنا سلطت علينا من لا يعرفك.
وقال الخريبي: جلست إلى إبراهيم بن أدهم فكأنه عاب على سفيان ترك الغزو، وقال: هذا الأوزاعي يغزو، وهو أسن منه. فقلت لبهيم: ما كان يعني سفيان في ترك الغزو? قال: كان يقول: إنهم يضيعون الفرائض.
قال حفص بن غياث: كنا نتعزى عن الدنيا بمجلس سفيان.
خلف بن تميم: سمعت سفيان يقول: وجدت قلبي يصلح بين مكة، والمدينة مع قوم غرباء أصحاب صوب، وعباء.
وعن، وكيع قال: قالت أم سفيان لسفيان: اذهب فاطلب العلم حتى أعولك بمعزلي فإذا كتبت عدة عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه، وإلا فلا تتعن.