صاحب سنة، حدثه، وإلا لم يحدثه وكان قد عرض حديثه على سفيان، وروى عنه سفيان.
قلت: وقد كان صنف حديثه، وألف في القراءات، وفي التفسير والزهد.
قال أحمد بن يونس: رأيت زهير بن معاوية جاء إلى زائدة، فكلمه في رجل يحدثه، فقال: أمن أهل السنة هو? قال: ما أعرفه ببدعة. فقال: من أهل السنة هو? فقال زهير: متى كان الناس هكذا? فقال زائدة: متى كان الناس يشتمون أبا بكر وعمر ﵄?
قال النسائي، وغيره: ثقة.
وقال مُطَيَّن: مات في أرض الروم، عام غزا الحسن بن قحطبة، سنة ستين، أو إحدى وستين ومائة.
قلت: مات في أول سنة إحدى.
قرأت على أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء، أخبركم أبو رَوْح عبد المعز بن محمد، أنبأنا زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو يعلى الصابوني، أنبأنا عبد الله بن محمد الرازي، حدثنا محمد بن أيوب بن الضريس، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زائدة، عن عبد الملك بن عُمَير، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ، قال: جاء رجل، فقال: يا رسول الله! رجل لقي امرأةً، فصنع بها ما يصنع الرجل بامرأته، إلا أنه لم يجامعها. قال: فأنزل الله -تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾ [هود: ١١٤] الآية. فقال له:"توضأ، وصل". قلت: يا رسول الله! هذا له خاصة، أو للناس عامة? قال:"للناس -أو للمسلمين- عامةً"(١).
أخرجه الترمذي، والنسائي، من حديث زائدة. وعلته: أن شعبة رواه عن عبد الملك، فأرسله، لم يذكر معاذًا، وعبد الرحمن ما أدرك معاذًا.
(١) صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف، لانقطاعه بين عبد الرحمن بن أبي ليلى ومعاذ بن جبل فإنه لم يسمع منه، وهو عند الترمذي "٣١١٣". لكن الحديث قد أخرجه البخاري "٤٦٨٧"، ومسلم "٢٧٦٣" من طريق يزيد بن زريع، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى رسول الله ﷺ فذكر ذلك له، فأنزلت عليه: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: ١١٤]، قال الرجل: ألي هذه؟ قال: "لمن عمل بها من أمتي".