للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد رواه المحاربي، عن ابن جريج موقوفًا، ويروى عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن جريج، مرفوعًا.

وقد رواه النسائي فقال: حدثنا علي بن أحمد، حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال النبي : "يضربون أكباد الإبل، فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة". قال النسائي: هذا خطأ، الصواب: عن أبي الزبير، عن أبي صالح.

معن بن عيسى، عن أبي المنذر زهير التميمي، قال: قال عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله : "يخرج ناس من المشرق والمغرب في طلب العلم، فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة" (١).

ويروى عن ابن عيينة، قال: كنت أقول: هو سعيد بن المسيب، حتى قلت: كان في زمانه سليمان بن يسار، وسالم بن عبد الله، وغيرهما. ثم أصبحت اليوم أقول: إنه مالك، لم يبق له نظير بالمدينة.

قال القاضي عياض: هذا هو الصحيح عن سفيان. رواه عنه ابن مهدي، وابن معين، وذؤيب بن عِمَامة (٢)، وابن المديني، والزبير بن بكار، وإسحاق بن أبي إسرائيل، كلهم سمع سفيان يفسره بمالك، أو يقول: وأظنه، أو أحسبه، أو أراه، أو كانوا يرونه.

وذكر أبو المغيره المخزومي أن معناه: ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة. فيكون على هذا سعيد بن المسيب، ثم بعده من هو من شيوخ مالك، ثم مالك، ثم من قام بعده بعلمه، وكان أعلم أصحابه.

قلت: كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله وصاحبيه، زيد بن ثابت، وعائشة، ثم ابن عمر، ثم سعيد بن المسيب، ثم الزهري، ثم عبيد الله بن عمر، ثم مالك.

وعن ابن عيينة قال: مالك عالم أهل الحجاز، وهو حجة زمانه.

وقال الشافعي -وصدق وبر: إذا ذكر العلماء فمالك النجم.

قال الزبير بن بكار في حديث: "ليضربن الناس أكباد الإبل … ". كان سفيان بن عيينة


(١) ضعيف: فيه الانقطاع بين سعيد بن أبي هند وأبي موسى الأشعري.
(٢) ذؤيب بن عِمَامة السهمي، ضعفه الدارقطني وغيره، وساق له الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" حديثا منكرا في ترجمته "٢/ ترجمة ٢٧٠٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>