للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو مصعب: كانوا يزدحمون على باب مالك حتى يقتتلوا من الزحام، وكنا إذا كنا عنده لا يلتفت ذا إلى ذا، قائلون برءوسهم هكذا. وكانت السلاطين تهابه، وكان يقول: لا، ونعم. ولا يقال له: من أين قلت ذا?

أبو حاتم الرازي: حدثنا عبد المتعال بن صالح من أصحاب مالك، قال: قيل لمالك: إنك تدخل على السلطان، وهم يظلمون، ويجورون، فقال: يرحمك الله، فأين المكلم بالحق.

وقال موسى بن داود: سمعت مالكًا يقول: قدم علينا أبو جعفر المنصور سنة خمسين ومائة فقال: يا مالك، كثر شيبك. قلت: نعم يا أمير المؤمنين، من أتت عليه السنون، كثر شيبه قال: ما لي أراك تعتمد على قول ابن عمر من بين الصحابة? قلت: كان آخر من بقي عندنا من الصحابة، فاحتاج إليه الناس فسألوه، فتمسكوا بقوله.

ذكر علي بن المديني أصحاب نافع، فقال: مالك وإتقانه، وأيوب وفضله، وعبيد الله وحفظه.

ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد: أيهما أعلم صاحبنا أم صاحبكم? -يعني أبا حنيفة ومالكًا- قلت: على الإنصاف? قال: نعم. قلت: أنشدك بالله من أعلم بالقرآن? قال: صاحبكم، قلت: نعم. قلت: من أعلم بالسنة? قال: صاحبكم، قلت: فمن أعلم بأقاويل الصحابة والمتقدمين? قال: صاحبكم. قلت: فلم يبق إلا القياس، والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء، فمن لم يعرف الأصول على أي شيء يقيس?

قلت: وعلى الإنصاف، لو قال قائل: بل هما سواء في علم الكتاب، والأول: أعلم بالقياس، والثاني: أعلم بالسنة، وعنده علم جم من أقوال كثير من الصحابة، كما أن الأول أعلم بأقاويل علي، وابن مسعود، وطائفة ممن كان بالكوفة من أصحاب رسول الله ﷺ، فرضي الله عن الإمامين، فقد صرنا في وقت لا يقدر الشخص على النطق بالإنصاف، نسأل الله السلامة.

قال مطرف بن عبد الله وغيره: كان خاتم مالك، الذي مات وهو في يده، فصه أسود حجري، ونقشه: حسبي الله ونعم الوكيل. وكان يلبسه في يساره، وربما لبسه في يمينه.

وعن ابن مهدي قال: ما رأيت أحدًا أهيب، ولا أتم عقلا من مالك ولا أشد تقوى.

وقال ابن وهب: ما نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>