للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفاة مالك:

قال القعنبي: سمعتهم يقولون: عُمُر مالك تسع وثمانون سنة، مات سنة تسع وسبعين ومائة.

وقال إسماعيل بن أبي أويس: مرض مالك، فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت. قالوا: تشهد، ثم قال: ﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾ [الروم: ٤]. وتوفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول، سنة تسع وسبعين ومائة، فصلى عليه: الأمير عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي؛ ولد زينب بنت سليمان العباسية، ويعرف بأمه. رواها: محمد بن سعد، عنه، ثم قال: وسألت مصعبًا، فقال: بل مات في صفر، فأخبرني معن بن عيسى بمثل ذلك.

وقال أبو مصعب الزهري: مات لعشر مضت من ربيع الأول، سنة تسع. وقال محمد بن سحنون: مات في حادي عشر ربيع الأول. وقال ابن وهب: مات لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول.

قال القاضي عياض (١): الصحيح: وفاته في ربيع الأول، يوم الأحد، لتمام اثنين وعشرين يومًا من مرضه.

وغسله ابن أبي زنبر وابن كنانة، وابنه يحيى وكاتبه حبيب يصبان عليهما الماء، ونزل في قبره جماعة، وأوصى أن يكفن في ثياب بيض، وأن يصلى عليه في موضع الجنائز، فصلى عليه الأمير المذكور. قال: وكان نائبًا لأبيه محمد على المدينة، ثم مشى أمام جنازته، وحمل نعشه، وبلغ كفنه خمسة دنانير.

قلت: تواترت وفاته في سنة تسع، فلا اعتبار لقول من غلط وجعلها في سنة ثمان وسبعين، ولا اعتبار بقول حبيب كاتبه، ومطرف فيما حكي عنه، فقالا: سنة ثمانين ومائة.

ونقل القاضي عياض أن أسد بن موسى قال: رأيت مالكًا بعد موته وعليه طويلة وثياب خضر، وهو على ناقة يطير بين السماء والأرض، فقلت: يا أبا عبد الله! أليس قد مت? قال: بلى. فقلت: فإلام صرت? فقال: قدمت على ربي، وكلمني كفاحًا (٢)، وقال: سلني أعطك، وتمن علي أرضك (٣).


(١) في "ترتيب المدارك وتقريب المسالك" له نشر مكتبة دار الحياة بيروت "١/ ٢٣٧".
(٢) كفاحًا: أي مواجهة وبدون واسطة.
(٣) ذكره القاضي في كتابه "ترتيب المدارك وتقريب المسالك" "١/ ٢٣٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>