الإبل، ليس يقطعها في بطوننا إلا هذا النبيذ الشديد" (١). فقال الحسن بن زيد: ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾ [ص: ٧]. فقال شريك: أجل! شغلك الجلوس على الطنافس في صدور المجالس عن استماع هذا ومثله. فلم يجبه الحسن بشيء. وأسكت القوم، فتحدثوا بعد في النبيذ، وشريك ساكت. فقال له أبو عبيد الله: حدثنا يا أبا عبد الله بما عندك. فقال: كلا! الحديث أعز على أهله من أن يعرض للتكذيب. فقال بعضهم: شرب سفيان الثوري، فقال قائل منهم: لا، بلغنا أن سفيان تركه. فقال شريك: أنا رأيته يشرب في بيت خير أهل الكوفة في زمانه؛ مالك بن مِغْوَل.
قال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدًا أورع في علمه من شريك.
قال محمد بن معاوية النيسابوري: سمعت عبادًا يقول: قدم علينا معمر وشريك واسط، فكان شريك أرجح عندنا منه.
قال عباس: ذكرت لابن معين إسرائيل، وشريكا، فقال: ما فيهما إلا ثبت. وقال: شريك أثبت من أبي الأحوص، ثم سمعت ابن معين يقول: إسرائيل أثبت من شريك. وقال: كان يحيى القطان لا يحدث عن هذين.
قال مِنْجَاب بن الحارث: قال رجل لشريك: كيف تجدك يا أبا عبد الله? قال: أجدني شاكيًا غير شَاكي الله.
أحمد بن أبي خَيْثَمة: حدثنا يحيى بن أيوب، قال: كنا عند شريك يومًا، فظهر من أصحاب الحديث جفاء، فانتهر بعضَهم، فقال له رجل: يا أبا عبد الله! لو رفقت. فوضع شريك يده على ركبة الشيخ، وقال: النبل عون على الدين.
قال ابن عُيينة: قيل لشريك: ما تقول فيمن يفضل عليًّا على أبي بكر? قال: إذًا يفتضح، يقول: أخطأ المسلمون.
وعن وكيع، قال: ما كتب عن شريك بعد ما ولي القضاء، فهو عندي على حدة.
وقال أبو نعيم: لم أكتب عنه بعد القضاء غير حديث واحد.
البغوي: حدثنا عباس بن محمد، سمعت يحيى يقول: قضى شريك على ابن إدريس بشيء، فقال ابن إدريس: القضاء فيه كذا وكذا -يعني: الذي حكمت به- فقال له شريك:
(١) ضعيف: فيه شريك بن عبد الله النخعي القاضي، وهو ضعيف لسوء حفظه.