وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. قلت: إسناده ضعيف، يحيى بن محمد الجاري، قال البخاري: يتكلمون فيه. وأخرجه الخطيب "١١/ ٢٩٣" من طريق عثمان بن نصر البغدادي، حدثنا الوليد بن شجاع، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. وهذه متابعة للجاري من الوليد بن شجاع، وهو ثقة من رجال مسلم. لكن قال الخطيب في عثمان بن نصر: وقع حديثه إلى الغرباء، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وله طريق آخر، ذكره الهيثمي في "المجمع" "٥/ ١٢٠": "عن أبي عبد السلام قال: قلت لابن عمر: كيف كان رسول الله ﷺ يعتم؟ قال: كان يدور كور عمامته على رأسه، ويغرزها من ورائه ويرسلها بين كتفيه. رواه الطبراني في الأوسط". ورجاله رجال الصحيح خلا أبا عبد السلام وهو ثقة. وقال: "وعن ثوبان مولى رسول الله ﷺ أن النبي ﷺ كان إذا اعتم أرخى عمامته بين يديه، ومن خلفه. رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الحجاج بن رشدين وهو ضعيف". فالحديث صحيح بهذه الطرق، وله شاهد عن عمرو بن حريث قال: "كأني أنظر إلى رسول الله ﷺ على المنبر، وعليه عمامة سوداء، قد أرخى طرفيها -وفي رواية طرفها- بين كتفيه". أخرجه مسلم، وأبو داود "٤٠٧٧"، وابن ماجه "٣٥٨٧". وشاهد آخر عن عائشة ﵂: أن جبريل ﵇ أتى النبي ﷺ على برذون وعليه عمامة، طرفها بين كتفيه، فسألت النبي ﷺ؟ فقال: رأيته؟ ذاك جبريل ﵇. أخرجه أحمد "٦/ ١٤٨ و ١٥٢"، والحاكم "٤/ ١٩٣ - ١٩٤" وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. قلت: بل إسناده ضعيف، آفته عبد الله بن عمر العمري، ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب".