للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الربيع: نحن له. فخرجا من العرج إلى موضع له بالبادية في مسجده، فأناخا وأتياه على زي الملوك في حشمة، فجلسا إليه، فقالا: نحن رسل من وراءنا من المشرق، يقولون لك: اتق الله، إن شئت فانهض. فقال: ويحكما فيمن، ولمن? قالا: أنت. قال: والله ما أحب أني لقيت الله بمحجمة دم مسلم، وإن لي ما طلعت عليه الشمس. فلما أيسا منه، قالا: إن معنا عشرين ألفًا تستعين بها. قال: لا حاجة لي بها. قالا: أعطها من رأيت. قال: أعطياها أنتما. فلما أيسا منه، ذهبا، ولحقا بالرشيد، فحدثاه. فقال: ما أبالي ما صنع بعد هذا. فبينا العمري في المسعى، إذا بالرشيد يسعى على دابة، فعرض له العمري، فأخذ بلجامه، فأهووا إليه، فكفهم الرشيد، وكلمه فرأيت دموع الرشيد تسيل.

قال يحيى بن أيوب العابد: حدثني بعض أصحابنا، قال: كتب مالك إلى العمري: إنك بدوت، فلو كنت عند مسجد رسول الله . فكتب: إني أكره مجاورة مثلك، إن الله لم يرك متغير الوجه فيه ساعة قط.

قلت: هذا على سبيل المبالغة في الوعظ، وإلا فمالك من أقول العلماء بالحق، ومن أشدهم تغيرًا في رؤية المنكر.

وأما العمري: فما علمت به بأسًا، وقد وثقه: النسائي.

أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة، عن عبد الرحيم بن محمد، أخبرنا أبو علي المقرئ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا موسى بن محمد بن كثير السريني، حدثنا عبد الملك الجدي، حدثنا عبد الله بن عبد العزيز العمري، عن أبي طوالة، عن أنس : عن النبي قال: "الزبانية أسرع إلى فسقة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان? فيقال: ليس من علم كمن لا يعلم" (١).

غريب منكر، ولا أعرف موسى هذا.

قال مصعب الزبيري: مات العمري سنة أربع وثمانين ومائة، وله ست وستون سنة -رحمه الله تعالى.


(١) منكر: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "٨/ ٢٨٦"، وآفته موسى بن محمد بن كثير السريني، ذكره الذهبي في "الميزان" واتهمه بهذا الخبر وقال: منكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>