للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: هكذا هو، فقد ترى الرجل ورعًا في مأكله، وملبسه، ومعاملته، وإذا تحدث يدخل عليه الداخل من حديثه، فإما أن يتحرى الصدق، فلا يكمل الصدق، وإما أن يصدق، فينمق حديثه ليمدح على الفصاحة، وإما أن يظهر أحسن ما عنده ليعظم، وإما أن يسكت في موضع الكلام ليثني عليه، ودواء ذلك كله الانقطاع عن الناس، إلا من الجماعة.

قال عبد الصمد بن يزيد: سمعت الفضيل يقول: لو أن لي دعوة مستجابة، ما جعلتها إلا في إمام، فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد.

وسمعته يقول: إنما هما عالمان، فعالم الدنيا: علمه منشور، وعالم الآخرة: علمه مستور، احذروا عالم الدنيا، لا يضركم بسكره، العلماء كثير، والحكماء قليل.

وعنه: لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان، حتى يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة، وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله.

قال الحسين بن زياد المَرْوَزي: سمعت فضيلا يقول: لو حلفت أني مراء، كان أحب إلي من أن أحلف أن لست بمراء، ولو رأيت رجلا اجتمع الناس حوله، لقلت: هذا مجنون، من الذي اجتمع الناس حوله، لا يحب أن يجود كلامه لهم?

فيض بن إسحاق: سمعت فضيلا يقول: ليست الدنيا دار إقامة، وإنما آدم أهبط إليها عقوبة، ألا ترى كيف يزويها عنه، ويمررها عليه بالجوع، بالعري، بالحاجة، كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها، تسقيه مرة حضضًا، ومرة صبرًا، وإنما بذلك ما هو خير له.

وعن الفضيل: حرام على قلوبكم أن تصيب حلاوة الإيمان، حتى تزهدوا في الدنيا.

وعنه: إذا لم تقدر على قيام الليل، وصيام النهار، فاعلم أنك محروم، كبلتك خطيئتك.

وعن فضيل -ورأى قومًا من أصحاب الحديث يمرحون ويضحكون- فناداهم: مهلا يا ورثة الأنبياء -مهلا ثلاثًا- إنكم أئمة يقتدى بكم.

قال ابن عيينة: سمعت الفضيل بن عياض يقول: يغفر للجاهل سبعون ذنبًا ما لا يغفر للعالم ذنب واحد.

قال أحمد بن حنبل: حدثنا أبو جعفر الحذاء، سمعت الفضيل يقول: أخذت بيد سفيان بن عيينة في هذا الوادي، فقلت: إن كنت تظن أنه بقي على وجه الأرض شر مني ومنك، فبئس ما تظن.

<<  <  ج: ص:  >  >>