وعن الفضيل قال: اللهم إني اجتهدت أن أؤدب عليًا، فلم أقدر على تأديبه، فأدبه أنت لي.
قال أبو سليمان الداراني: كان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ ﴿الْقَارِعَةُ﴾، ولا تُقرَأ عليه.
الحسن بن عبد العزيز الجَرَوي: حدثنا محمد بن أبي عثمان قال: كان علي بن الفضيل عند سفيان بن عيينة، فحدث بحديث فيه ذكر النار، فشهق عليٌّ شهقةً، ووقع، فالتفت سفيان، فقال: لو علمت أنك هاهنا، ما حدثت به، فما أفاق إلا بعد ما شاء الله.
وبه قال الفضيل لابنه: لو أعنتنا على دهرنا، فأخذ قفةً ومضى إلى السوق ليحمل، فأتاني رجل، فأعلمني، فمضيت فرددته، وقلت: يا بني! لست أريد هذا، أو لم أرد هذا كلَّه.
وبالإسناد عن فضيل: أنهم اشتروا شعيرًا بدينار، وكان الغلاء، فقالت أم علي للفضيل: قورته لكل إنسان قرصين، فكان علي يأخذ واحدًا، ويتصدق بالآخر، حتى كاد أن يصيبه الخَوَاء.
وبه، أن عليًّا كان يحمل على أباعر لأبيه، فنقص الطعام الذي حمله، فحبس عنه الكراء، فأتى الفضيل إليهم، فقال: أتفعلون هذا بعلي، فقد كانت لنا شاة بالكوفة أكلت شيئًا يسيرًا من علف أمير، فما شرب لها لبنًا بعد. قالوا: لم نعلم يا أبا علي أنه ابنك.
حمَّاد بن الحسن: حدثنا عمر بن بشر المكي، عن الفضيل، قال: أهدى لنا ابن المبارك شاة، فكان ابني لا يشرب منها، فقلت له في ذلك، فقال: إنها قد رعت بالعراق.
أنبأني المقداد القيسي، أخبرنا بن الدبيقي، أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا علي ابن محمد المصري، سمعت أبا سعيد الخراز، سمعت إبراهيم بن بشار يقول: الآية التي مات فيها علي بن الفضيل في الأنعام: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ﴾ [الأنعام: ٢٧]. مع هذا الموضع مات، وكنت فيمن صلى عليه ﵀.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن أحمد، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر، أخبرنا سعيد بن البَنَّاء، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا أبو طاهر المُخَلَّص، أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد، حدثنا محمد بن زنبور المكي، حدثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن