للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: يابن أختي كان أبواك تعني -الزبير وأبا بكر- من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح قال: لما انصرف المشركون من أحد وأصاب النبي وأصحابه ما أصابهم، خاف أن يرجعوا فقال: "من ينتدب لهؤلاء في آثارهم حتى يعلموا أن بنا قوة"؟. قال: فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين خرجوا في آثار القوم فسمعوا بهم وانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء قال: لم يلقوا عدوا (١). أخرجاه.

وقال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن معبدا الخزاعي مر برسول الله وهو بحمراء الأسد وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة نصح لرسول الله ، صفوهم معه لا يخفون عليه شيئا كان بها، ومعبد يومئذ مشرك فقال: يا محمد، والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك ولوددنا أن الله عافاك فيهم ثم خرج حتى لقي أبا سفيان ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا الرجعة وقالوا: أصبنا حد أصحاب محمد وقادتهم، ثم نرجع قبل أن نستأصلهم! لنكون على بقيتهم فلنفرغن منهم فلما رأى أبو سفيان معبدا قال: ما وراءك؟ قال: محمد قد خرج في طلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم، وندموا على ما صنعوا، فيهم من الحنق عليكم شيء لم أر مثله قط. قال: ويلك ما تقول؟ قال: والله ما أرى أن ترتحل حتى ترى نواصي الخيل. قال: فوالله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصلهم. قال: فإني أنهاك ذاك، والله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيهم أبياتا. قال: وما قلت؟ قال:

كادت تهدمن الأصوات راحلتي … إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل (٢)

تردي بأسد كرام لا تنابلة … عند اللقاء ولا ميل معازيل (٣)

فظلت عدوا أظن الأرض مائلة … لما سموا برئيس غير مخذول

فقلت ويل ابن حرب من لقائكم … إذا تغطمطت (٤) البطحاء بالجيل (٥)


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٤٠٧٧" حدثنا محمد حدثنا أبو معاوية عن هشام به.
(٢) الجرد: من الخيل والدواب كلها: القصير الشعر. وفرس أجرد: قصير شعر، والأبابيل: الجماعات.
(٣) المعازيل: الذين لا سلاح معهم.
(٤) تغطمطت: التغطط هو الصوت مع بحح.
(٥) الجيل: كل صنف من الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>