قال أيوب بن المتوكل: كنا إذا أردنا أن ننظر إلى الدين والدنيا، ذهبنا إلى دار عبد الرحمن بن مهدي.
إسماعيل القاضي: سمعت ابن المديني يقول: أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن بن مهدي. قلت له: قد كتبت حديث الأعمش، وكنت عند نفسي أنني قد بلغت فيها، فقلت: ومن يفيدني عن الأعمش. فقال لي: من يفيدك عن الأعمش? قلت: نعم. فأطرق، ثم ذكر ثلاثين حديثًا ليست عندي، يتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أنا، ولم أكتب حديثهم نازلًا. قال إسماعيل: أحفظ من ذلك منصور بن أبي الأسود.
قال محمد بن أبي بكر المقدمي: ما رأيت أحدًا أتقن لما سمع، ولما لم يسمع، ولحديث الناس من عبد الرحمن بن مهدي، إمام، ثبت، أثبت من يحيى بن سعيد، وأتقن من وكيع، كان عرض حديثه على سفيان.
قال عبيد الله بن عمر القواريري: أملى علي عبد الرحمن عشرين ألف حديث حفظًا.
وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت ابن مهدي يقول: لا يجوز أن يكون الرجل إمامًا، حتى يعلم ما يصح مما لا يصح.
قال علي بن المديني: كان علم عبد الرحمن في الحديث كالسحر.
وقال أبو عبيد: سمعت عبد الرحمن يقول: ما تركت حديث رجل إلا دعوت الله له، وأسميه.
قال إبراهيم بن زياد سبلان: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق? فقال: لو كان لي سلطان، لقمت على الجسر، فلا يمر بي أحد إلا سألته، فإذا قال: مخلوق، ضربت عنقه، وألقيته في الماء.
قال أبو داود السِّجستاني: التقى وكيع، وعبد الرحمن في الحرم بعد العشاء، فتواقفا، حتى سمعا أذان الصبح.
وروى عن ابن مهدي، قال: لولا أني أكره أن يعصى الله، لتمنيت أن لا يبقى أحدًا في المصر إلا اغتابني! أي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها.
وعنه، قال: كنت أجلس يوم الجمعة، فإذا كثر الناس، فرحت، وإذا قلوا حزنت، فسألت بشر بن منصور، فقال: هذا مجلس سوء، فلا تعد إليه فما عدت إليه.
قال عبد الرحمن رُسْتَه: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن مهدي، أن أباه قام ليلة، وكان