للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويقال: كتب بخطه رقعة إلى طاهر بن الحسين الذي قاتله: يا طاهر! ما قام لنا منذ قمنا قائم بحقنا، فكان جزاؤه عندنا إلَّا السيف فانظر لنفسك أو دع. يلوح له بأبي مسلم، وأمثاله.

قال المسعودي: ما ولي للخلافة هاشمي ابن هاشمية سوى: علي ومحمد الأمين.

وقد جعله أبوه ولي عهده، وله خمس سنين، وتسلم الأمر بعد موت أبيه ببغداد، وكان أخوه الآخر، وهو المأمون بمرو فأمر الأمين للناس برزق سنتين، ووصل إليه البردة، والقضيب، والخاتم من خراسان في اثني عشر يومًا في نصف الشهر، وبايع المأمون لأخيه، وأقام بخراسان، وأهدى لأخيه تحفًا، ونفائس والحرب متصل بسمرقند بين رافع وهرثمة، وأعان رافعًا الترك. وفيها: قتل نقفور طاغية الروم في حرب برجان.

وفي سنة ١٩٤: أمر الأمين بالدعاء لابنه موسى بولاية العهد بعد ولي العهد المأمون والقاسم، وأغرى الفضل بن الربيع الأمين بالمأمون، وحثه على خلعه لعداوة بينهما، وحسن له ذلك السندي، وعلي بن عيسى بن ماهان، ثم اصطلح هرثمة ورافع بن الليث بن نصر بن سيار، وقدما على المأمون، ومعه طاهر بن الحسين. ثم بعث الأمين يطلب من المأمون تقديم موسى ولده على المأمون، ولقبه الناطق بالحق، فأبى ذلك المأمون واستمال المأمون الرسول، فبايعه سرًا، وبقي يكاتبه وهو العباس بن موسى بن عيسى بن موسى.

وأما الأمين، فبلغه خلاف المأمون، فأسقطه من الدعاء وطلب كتبه الرشيد وعلقه بالكعبة من العهد بين الأخوين، فمزقه فلامه الألباء فلم ينتصح حتى قال له خازم بن خزيمة: لن ينصحك من كذبك، ولن يغشك من صدقك، لا تجسر القواد على الخلع، فيخلعوك ولا تحملهم على النكث فالغادر مفلول، والناكث مخذول. فلم يلتفت، وبايع لموسى بالعهد واستوزر له.

فلما عرف المأمون خلع أخاه وتسمى بأمير المؤمنين، وأما ابن ماهان فجهزه الأمين، وخصه بمائتي ألف دينار وأعطاه قيدًا من فضة ليقيد به المأمون بزعمه. وعرض الأمين جيشه بالنهروان، وأقبل طاهر في أربعة آلاف، فالتقوا فقتل ابن ماهان وتمزق جيشه هذا والأمين عاكف على اللهو واللعب فبعث جيشًا آخر، وندم على خلع المأمون وطمع فيه أمراؤه، ثم التقى طاهر وعسكر الأمين على همذان وقتل خلق، وعظم الخطب ودخل جيش الأمين إلى همذان فحاصرهم طاهر، ثم نزل أميرهم إلى طاهر بالأمان في سنة ٩٥.

وفيها ظهر بدمشق السفياني، وهو أبو العميطر علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>