للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عنده لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء، كما أن الدعاء في السحر مرجو، ودبر المكتوبات، وفي المساجد بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق، اللهم إني مضطر إلى العفو فاعف عني.

قال أبو جعفر بن المنادى، وثعلب: مات معروف سنة مائتين قال الخطيب: هذا هو الصحيح، وقال يحيى بن أبي طالب: مات سنة أربع ومائتين رحمة الله عليه.

أخبرنا محمد بن علي السلمي، أخبرنا البهاء عبد الرحمن المقدسي أخبرتنا تجني مولاة ابن وهبان أخبرنا الحسين بن أحمد النعالي، أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا زكريا بن يحيى المروزي، حدثنا معروف الكرخي قال: قال بكر بن خنيس: إن في جهنم لواديًا تتعوذ جهنم منه كل يوم سبع مرات، وإن في الوادي لجبًا يتعوذ الوادي وجهنم منه كل يوم سبع مرات، وإن فيه لحية يتعوذ الجب والوادي، وجهنم منها كل يوم سبع مرات، يبدأ بفسقة حملة القرآن، فيقولون: أي رب بدئ بنا قبل عبدة الأوثان? قيل لهم: ليس من يعلم كمن لا يعلم.

أنبأنا مؤمل بن محمد أخبرنا الكندي، أخبرنا أبو منصور الشيباني، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا ابن رزق حدثنا عثمان بن أحمد حدثنا يحيى بن أبي طالب أخبرنا معروف الكرخي حدثني الربيع بن صبيح عن الحسن، عن عائشة قالت: لو أدركت ليلة القدر، ما سألت الله إلَّا العفو والعافية.


= وروى أحمد "٢/ ٢٤٦" بإسناد حسن عن أبي هريرة، عن النبي قال: "اللهم لا تجعل قبري وثنا". فنهى أن يتخذ قبره وثنا يعبد، وأن يتخذ بيته عيدا لئلا يفعل به كما فعل أهل الكتاب بقبور أنبيائهم، فعصم الله قبره أن يتخذ وثنا يعبد، فلم يكن أحد قط أن يدخل إلى قبره فيصلى عنده، أو يدعو أو يشرك به.
لهذا فقد كان العمل الشائع في الصحابة -الخلفاء الراشدين والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار- أنهم يدخلون مسجده ويصلون عليه في الصلاة، ويسلمون عليه كما أمرهم الله ورسوله، ويدعون لأنفسهم في الصلاة مما اختاروا من الدعاء المشروع كما في الصحيح من حديث ابن مسعود لما علمه التشهد قال: "ثم ليتخير بعد ذلك من الدعاء أعجبه"، ولم يكونوا يذهبون إلى القبر لا من داخل الجرة ولا من خارجها، لا لدعاء ولا لصلاة، ولا سلام، ولا غير ذلك من حقوقه المأمور بها في كل مكان، فضلا عن أن يقصدوها لحوائجهم كما يفعله أهل الشرك والبدع فإن هذا لم يكن يعرف في القرون الثلاثة، لا عند قبره ولا قبر غيره، لا في زمن الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم، لذا يتبين لك أخي القارئ الكريم بطلان القول بأن الدعاء عند قبره ، أو قبر غيره من الصالحين ترياق ودواء، وهو من فعل أهل الشرك والبدع، أعاذنا الله وإياك من الشرك، ومحبطات الأعمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>