لهذا فقد كان العمل الشائع في الصحابة -الخلفاء الراشدين والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار- أنهم يدخلون مسجده ويصلون عليه في الصلاة، ويسلمون عليه كما أمرهم الله ورسوله، ويدعون لأنفسهم في الصلاة مما اختاروا من الدعاء المشروع كما في الصحيح من حديث ابن مسعود لما علمه التشهد قال: "ثم ليتخير بعد ذلك من الدعاء أعجبه"، ولم يكونوا يذهبون إلى القبر لا من داخل الجرة ولا من خارجها، لا لدعاء ولا لصلاة، ولا سلام، ولا غير ذلك من حقوقه المأمور بها في كل مكان، فضلا عن أن يقصدوها لحوائجهم كما يفعله أهل الشرك والبدع فإن هذا لم يكن يعرف في القرون الثلاثة، لا عند قبره ولا قبر غيره، لا في زمن الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم، لذا يتبين لك أخي القارئ الكريم بطلان القول بأن الدعاء عند قبره ﷺ، أو قبر غيره من الصالحين ترياق ودواء، وهو من فعل أهل الشرك والبدع، أعاذنا الله وإياك من الشرك، ومحبطات الأعمال.