الزناد، عن أبيه عن خارجه بن زيد قال: كان معيقيب يحضر طعام عمر بن الخطاب. فقال له: يا معيقيب كل مما يليك. فقال شعبة: يا أبا داود لم تجئ بشيء أحسن مما جئت به.
قال وكيع: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود. قال: فذكر ذلك لأبي داود فقال: قل له: ولا قصير.
قال علي بن أحمد بن النضر: سمعت ابن المديني يقول: ما رأيت أحفظ من أبي داود الطيالسي.
وقال عمر بن شبة: كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث، وليس كان معه كتاب.
قلت: سمع يونس بن حبيب عدة مجالس مفرقة فهي المسند الذي، وقع لنا.
وقال أبو بكر الخطيب: قال لنا أبو نعيم: صنف أبو مسعود الرازي ليونس بن حبيب مسند أبي داود.
وقال حفص بن عمر المهرقاني: كان وكيع يقول: أبو داود جبل العلم.
وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: أخطأ أبو داود في ألف حديث. قلت: هذا قاله إبراهيم على سبيل المبالغة، ولو أخطأ في سبع هذا لضعفوه.
وقد تكلم فيه محمد بن المنهال الضرير، وقال: كنت أتهمه قال لي: لم أسمع من عبد الله بن عون، ثم سألته بعد: أسمعت من ابن عون? قال: نعم نحو عشرين حديثًا.
قلت: الجمع بين القولين أنه سمع منه شيئًا ما ضبطه ولا حفظه فصدق أن يقول: ما سمعت منه، وإلا فأبو داود أمين صادق، وقد أخطأ في عدة أحاديث، لكونه كان يتكل على حفظه ولا يروي من أصله، فالورع أن المحدث لا يحدث إلَّا من كتاب كما كان يفعل ويوصي به إمام المحدثين أحمد بن حنبل، ولم يخرج البخاري لأبي داود شيئًا؛ لأنه سمع من عدة من أقرانه فما احتاج إليه.
قال الفلاس: سمعت أبا داود يقول: أسرد ثلاثين ألف حديث، ولا فخر وفي صدري اثنا عشر ألفًا لعثمان البري، ما سألني عنها أحد من أهل البصرة، فخرجت إلى أصبهان فبثثتها فيهم.
قال حجاج بن يوسف بن قتيبة: سئل النعمان بن عبد السلام وأنا حاضر عن أبي داود الطيالسي فقال: ثقة، مأمون.