للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكره: أبو أحمد بن عدي في كامله فقال: نسبوه إلى التشيع، وروى أحاديث في الفضائل لا يوافق عليها، فهذا أعظم ما ذموه به من روايته هذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم مما لم أذكره، وأما الصدق فإني أرجو أنه لا بأس به، إلَّا أنه قد سبق منه أحاديث في أهل البيت، ومثالب آخرين مناكير، وقد سمعت ابن حماد، سمعت أبا صالح الصراري فذكر حكايته وقول يحيى: لو ارتد ما تركنا حديثه.

وقد أورد أبو القاسم بن عساكر ترجمة عبد الرزاق في سبع عشرة ورقة، وأفظع حديث له ما تفرد به عنه الثقة أحمد بن الأزهر في مناقب الإمام علي، فإنه شبه موضوع، وتابعه عليه محمد بن علي بن سفيان الصنعاني النجار قالا: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال: نظر رسول الله إلى علي فقال: "أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله فالويل لمن أبغضك بعدي" (١).

قال الحاكم: حدث به أبو الأزهر ببغداد في حياة يحيى بن معين فأنكره من أنكره حتى تبين للجماعة أن أبا الأزهر بريء الساحة منه فإنه صادق، وحدثناه أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر حدثنا أبو الأزهر فذكره، وحدثني عبد الله بن سعد حدثنا محمد بن حمدون، حدثنا محمد بن علي النجار فذكره.

وسمعت أبا علي الحافظ، سمعت أحمد بن يحيى التستري يقول: لما حدث أبو الأزهر بهذا في الفضائل أخبر يحيى بن معين بذلك فبينا هو عنده في جماعة أصحاب الحديث إذ قال: من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث بهذا عن عبد الرزاق? فقام أبو الأزهر فقال: هو ذا أنا. فتبسم يحيى بن معين، وقال: أما إنك لست بكذاب وتعجب من سلامته وقال: الذنب لغيرك فيه.

وسمعت أبا أحمد الحافظ سمعت أبا حامد بن الشرقي، وسئل عن حديث أبي الأزهر عن عبد الرزاق في فضل علي فقال: هذا باطل، والسبب فيه أن معمرًا كان له ابن أخ رافضي، وكان معمر يمكنه من كتبه فأدخل عليه هذا الحديث وكان معمر مهيبًا لا يقدر أحد على مراجعته، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي معمر.


(١) منكر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "٥/ ٣١٢" من طريق أبي الأزهر أحمد بن الأزهر، حدثنا عبد الرزاق، عن الزهري، به.
قلت: إسناده واه بمرة، أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، اتهمه يحيى بن معين، وما إخال الآفة إلا منه.
والحديث ظاهر النكارة لكل من أنعم بصره في دواوين السنة المشرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>