ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول: حملت عن محمد بن الحسن حمل بختي ليس عليه إلَّا سماعي.
قال أحمد بن أبي سريج: سمعت الشافعي يقول: قد أنفقت على كتب محمد ستين دينارًا ثم تدبرتها، فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثًا يعني: رد عليه.
قال هارون بن سعيد: قال لي الشافعي: أخذت اللبان سنة للحفظ فأعقبني صب الدم سنة.
قال أبو عبيد: ما رأيت أعقل من الشافعي، وكذا قال يونس بن عبد الأعلى حتى إنه قال: لو جمعت أمة لوسعهم عقله.
قلت: هذا على سبيل المبالغة فإن الكامل العقل لو نقص من عقله نحو الربع لبان عليه نقص ما، ولبقي له نظراء فلو ذهب نصف ذلك العقل منه لظهر عليه النقص فكيف به لو ذهب ثلثا عقله! فلو أنك أخذت عقول ثلاثة أنفس مثلًا وصيرتها عقل واحد لجاء منه كامل العقل وزيادة.
جماعة حدثنا الربيع سمعت الحميدي سمعت مسلم بن خالد الزنجي يقول للشافعي: أفت يا أبا عبد الله فقد والله آن لك أن تفتي وهو ابن خمس عشرة سنة.
وقد رواها محمد بن بشر الزنبري، وأبو نعيم الاستراباذي عن الربيع عن الحميدي قال: قال الزنجي وهذا أشبه فإن الحميدي يصغر عن السماع من مسلم، وما رأينا له في مسنده عنه رواية.
جماعة: حدثنا الربيع قال الشافعي: لأن يلقى الله العبد بكل ذنب إلَّا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الأهواء.
الزبير الاستراباذي: حدثني محمد بن يحيى بن آدم بمصر، حدثنا ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول: لو علم الناس ما في الكلام من الأهواء لفروا منه كما يفرون من الأسد.
قال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يومًا في مسألة ثم افترقنا ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألَا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق في مسألة.
قلت: هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه فما زال النظراء يختلفون.