للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يومًا: اللهم إن كان لك فيه رضى فزد (١). فبعث إليه إدريس بن يحيى المعافري -يعني: زاهد مصر-: لست من رجال البلاء، فسل الله العافية.

الزبير بن عبد الواحد: حدثنا محمد بن عقيل الفريابي قال: قال المزني أو الربيع: كنا يومًا عند الشافعي إذ جاء شيخ عليه ثياب صوف، وفي يده عكازة فقام الشافعي وسوى عليه ثيابه وسلم الشيخ، وجلس، وأخذ الشافعي ينظر إلى الشيخ هيبة له إذ قال الشيخ: أسأل؟ قال: سل قال: ما الحجة في دين الله؟ قال: كتاب الله. قال: وماذا؟ قال: سنة رسول الله ﷺ قال: وماذا؟ قال: اتفاق الأمة. قال: من أين قلت: اتفاق الأمة؟ فتدبر الشافعي ساعة فقال الشيخ: قد أجلتك ثلاثًا فإن جئت بحجة من كتاب الله، وإلا تب إلى الله تعالى فتغير لون الشافعي ثم إنه ذهب فلم يخرج إلى اليوم الثالث بين الظهر والعصر، وقد انتفخ وجهه ويداه ورجلاه، وهو مسقام فجلس فلم يكن بأسرع من أن جاء الشيخ فسلم وجلس فقال: حاجتي فقال الشافعي: نعم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى﴾ [النساء: ١١٥] قال: فلا يصليه على خلاف المؤمنين إلَّا وهو فرض.

فقال: صدقت وقام فذهب. فقال الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات حتى وقفت عليه.

أنبئت بهذه القصة عن منصور الفراوي أخبرنا محمد بن إسماعيل الفارسي، أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا الزبير فذكرها.

قلت الزعفراني: قدم علينا الشافعي بغداد في سنة خمس وتسعين فأقام عندنا أشهرًا ثم خرج وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف العارضين.

وقال أحمد بن سنان: رأيته أحمر الرأس واللحية يعني: أنه اختضب.

قال الطبراني: سمعت أبا يزيد القراطيسي يقول: حضرت جنازة ابن وهب، وحضرت مجلس الشافعي.

أبو نعيم في الحلية: حدثنا عبيد بن خلف البزار حدثني إسحاق بن عبد الرحمن، سمعت حسينًا الكرابيسي سمعت الشافعي يقول: كنت امرأ أكتب الشعر، فآتي البوادي،


(١) هذا ليس بثابت أيضا، بل إنه من المحال في حق هذا الإمام الجليل، ولا يخفى على أصاغر طلاب العلم أن رسول الله ﷺ كان يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء كما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة ﵁ فكيف يخفى هذا على مثل هذا الإمام الجليل؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>