وقال ثعلب: قيل للأصعمي: كيف حفظت، ونسوا؟ قال: درست وتركوا.
قال عمر بن شبة: سمعت الأصعمي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة.
وقال محمد بن الأعرابي: شهدت الأصمعي، وقد أنشد نحوا من مائتي بيت ما فيها بيت عرفناه.
قال الربيع: سمعت الشافعي يقول ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي.
وعن ابن معين، قال: كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه.
وقال أبو داود: صدوق.
قال أبو داود السنجي: سمعت الأصمعي يقول: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله ﵇: "من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار"(١).
وقال نصر الجهضمي: كان الأصمعي يتقي أن يفسر الحديث كما يتقي أن يفسر القرآن.
قال المبرد: كان الأصمعي بحرًا في اللغة لا نعرف مثله فيها، وكان أبو زيد أنحى منه.
قيل لأبي نواس: قد أشخص الأصمعي، وأبو عبيدة على الرشيد فقال: أما أبو عبيدة فإن مكنوه من سفره قرأ عليهم علم أخبار الأولين والآخرين، وأما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته.
قال أبو العيناء: قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع فقال: يا أصمعي! كم كتابك في الخيل؟ قلت: جلد. فسأل أبا عبيدة عن ذلك فقال: خمسون جلدًا فأمر باحضإر الكتابين، وأحضر فرسًا فقال لأبي عبيدة: اقرأ كتابك حرفًا حرفًا وضع يدك على موضع موضع. قال: لست ببيطار إنما هذا شيء أخذته من العرب فقال لي: قم فضع يدك فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي ثم وثبت فأخذت بأذن الفرس ثم وضعت يدي على ناصيته، فجعلت أقبض منه بشيء شيء وأقول: هذا اسمه كذا وأنشد فيه حتى بلغت حافره فأمر لي بالفرس فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته.
(١) ذكره: المزِّي في ترجمة الأصمعي في كتابه القيم "تهذيب الكمال" "١٨/ ٣٨٨"، وقد خرجت الحديث مرارًا.