للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فانظر قول أمير المؤمنين في الحديث أبي الحسن فأين هذا من قول ذاك الخساف المتفاصح أبي حاتم بن حبان في عارم فقال: اختلط في آخر عمره، وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون، فإذا لم يعلم هذا من هذا ترك الكل، ولا يحتج بشيء منها.

قلت: فأين ما زعمت من المناكير الكثيرة؟ فلم يذكر منها حديثًا بلى له عن حماد عن حميد الطويل عن أنس عن النبي : "اتقوا النار، ولو بشق تمرة" (١)، وقد كان حدث به من قبل عن الحسن بدل أنس مرسلًا، وهو أشبه وكذا رواه عفان وغيره عن حماد.

قال أبو بكر الشافعي: سمعت إبراهيم الحربي يقول: جئت عارما فطرح لي حصيرًا على الباب، وخرج وقال: مرحبًا أيش كان خبرك ما رأيتك منذ مدة، وما كنت جئته قبلها ثم قال لي: قال ابن المبارك:

أيها الطالب علمًا … إيت حماد بن زيد

فاستفد حلمًا وعلمًا … ثم قيده بقيد

والقيد بقيد وجعل يشير بيده على أصبعه مرارًا فعلمت أنه اختلط.

وقال العقيلي: سماع علي بن عبد العزيز البغوي من عارم سنة سبع عشرة ومائتين.

قال سليمان بن حرب: إذا ذكرت أبا النعمان فاذكر أيوب وابن عون.

قال العقيلي: قال لي جدي: ما رأيت بالبصرة شيخًا أحسن صلاة من عارم كانوا يقولون: أخذ الصلاة عن حماد بن زيد عن أيوب قال: وكان عارم أخشع من رأيت .

قلت: لم يأخذ عنه أبو داود لتغيره، والذي ينبغي أن من خلط في كلامه كتخليط السكران أن لا يحمل عنه البتة، وأن من تغير لكثرة النسيان أن لا يؤخذ عنه.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه في كتابه أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا هبة الله بن


(١) صحيح: أخرجه البزار "٩٣٤" حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن سلمة، به.
وقال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا محمد بن الفضل، وأخرجه الطيالسي "١٠٣٩"، وأحمد "٤/ ٢٥٦"، والبخاري "١٤١٣"، "٣٥٩٥"، والنسائي "٥/ ٧٥"، والطبراني "١٧/ ٢٢٠، ٢٢٣ - ٢٢٥" من طريق محل بن خليفة، عن عدي بن حاتم، به مرفوعا.

<<  <  ج: ص:  >  >>