للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصبي هو لم يحسن أن يطلق امرأته يقول: كنا نفاضل! وكنت عنده فذكروا حديث: "إن ابني هذا سيد" (١). قال: ما جعله الله سيدًا.

قلت: أبو غسان لا أعرف حاله فإن كان قد صدق فلعل ابن الجعد قد تاب من هذه الورطة بل جعله سيدًا على رغم أنف كل جاهل، فإن من أصر على مثل هذا من الرد على سيد البشر يكفر بلا مثنويه، وأي سؤدد أعظم من أنه بويع بالخلافة، ثم نزل عن الأمر لقرابته، وبايعه على أنه ولي عهد المؤمنين، وأن الخلافة له من بعد معاوية حسمًا للفتنة، وحقنًا للدماء، وإصلاحًا بين جيوش الأمة ليتفرغوا لجهاد الأعداء، ويخلصوا من قتال بعضهم بعضا، فصح فيه تفرس جده وعد ذلك من المعجزات، ومن باب إخباره بالكوائن بعده، وظهر كمال سؤدد السيد الحسن بن علي ريحانة رسول الله وحبيبه ولله الحمد.

قال أحمد بن إبراهيم الدورقي: قلت لعلي بن الجعد: بلغني أنك قلت: ابن عمر ذاك الصبي قال: لم أقل ولكن معاوية ما أكره أن يعذبه الله.

وقال هارون بن سفيان المستملي: كنت عند علي بن الجعد فذكر عثمان فقال: أخذ من بيت المال مائة ألف درهم بغير حق فقلت: لا والله ما أخذها إلَّا بحق.

وقال أبو داود: عمرو بن مرزوق أعلى عندي من علي بن الجعد علي وسم بميسم سوء قال: ما يسوؤني أن يعذب معاوية.

قال أبو جعفر العقيلي: قلت لعبد الله بن أحمد: لم لم تكتب عن علي بن الجعد؟ قال: نهاني أبي أن أذهب إليه وكان يبلغه عنه أنه يتناول الصحابة.

قال زياد بن أيوب: سأل رجل أحمد بن حنبل عن علي بن الجعد فقال الهيثم: ومثله يسأل عنه!؟ فقال أحمد: أمسك أبا عبد الله. فذكره رجل بشر فقال أحمد: ويقع في أصحاب رسول الله؟ فقال زياد بن أيوب: كنت عند علي بن الجعد فسألوه عن القرآن فقال: القرآن كلام الله، ومن قال: مخلوق لم أعنفه. فقال أحمد: بلغني عنه أشد من هذا.


(١) صحيح: أخرجه أحمد "٥/ ٤٤، ٥١"، والبخاري "٢٧٠٤"، "٣٦٢٩"، "٣٧٤٦"، "٣٧٤٦"، "٧١٠٩"، وأبو داود "٤٦٦٢"، والترمذي "٢٧٧٣"، والنسائي "٣/ ١٠٧"، والبزار "٢٦٣٩"، والطبراني "٢٥٩١"، "٢٥٩٤"، وأبو نعيم في "الحلية" "٢/ ٣٥" من طريق الحسن، عن أبي بكرة مرفوعا بلفظ:
"إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".

<<  <  ج: ص:  >  >>