قال الحسين بن فهم: ما رأيت أنبل من خلف بن هشام، كان يبدأ بأهل القران، ثم يأذن لأصحاب الحديث، وكان يقرأ علينا من حديث أبي عوانة خمسين حديثًا.
وقد روي عن خلف: أنه كان يسرد الصوم، ولعله ما بلغه النهي عن ذلك، أو تأول الحديث.
أنبأنا المؤمل بن محمد، وجماعة قالوا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن محمد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، حدثنا أحمد بن إبراهيم، وراق خلف بن هشام: أنه سمع خلفًا يقول: قدمت الكوفة، فصرت إلى سليم بن عيسى فقال لي: ما أقدمك؟ قلت: أقرأ على أبي بكر بن عياش. فقال: لا تريده قلت: بلى فدعا ابنه، وكتب معه إلى أبي بكر، لم أدر ما كتب فأتينا منزل أبي بكر. قال ابن أبي حسان: وكان لخلف تسع عشرة سنة فلما قرأ الورقة، قال: أدخل الرجل، فدخلت، وسلمت، فصعد في النظر، ثم قال: أنت خلف؟ قلت: نعم. قال: أنت لم تخلف ببغداد أحدًا أقرأ منك؟ فسكت، فقال لي: اقعد هات اقرأ. قلت: أعليك؟ قال: نعم. قلت: لا والله، لا أقرأ على رجل يستصغر رجلا من حملة القرآن. ثم خرجت، فوجه إلى سليم يسأله أن يردني، فأبيت ثم إني ندمت واحتجت، فكتبت قراءة عاصم، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر.
قال النقاش: قال يحيى الفَحَّام: رأيت خلف بن هشام في النوم، فقلت: ما فعل الله بك قال غفر لي.
توفي خلف في سابع شهر جمادى الآخرة، سنة تسع وعشرين ومائتين، وقد شارف الثمانين.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا الفتح بن عبد الله، أخبرنا هبة الله بن حسين، أخبرنا أحمد بن محمد البزاز، حدثنا عيسى بن علي، حدثنا أبوالقاسم البغوي، حدثنا خلف بن هشام البزار، حدثنا أبو شهاب عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن أبي موسى ﵁ قال: كنت مع النبي ﷺ في بستان فجاء أبو بكر وعمر وعثمان فقرعوا الباب فقال لي: "قم، فافتح لهم، وبشرهم بالجنة". غير أنه خص عثمان بشيء دون صاحبيه (١).
ومات في العام معه أبو نعيم ضرار بن صرد، وحسين بن عبد الأول، ويزيد بن مهران الخباز الكوفي، وأبو ياسر عمار بن نصر، وعبيد بن يعيش الكوفي، ومليح بن وكيع بن الجراح، وعباد بن موسى الختلي، ومحمد بن معاوية النيسابوري بمكة، ونعيم بن حماد الخزاعي، وعمرو بن خالد الحراني بمصر، وثابت بن موسى الزاهد أبو يزيد، ومؤمل بن الفضل الحراني.