للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جرباننا. ثم قال نبي الله : "هل من وضوء"؟ فجاء رجل بإداوة له، فيها نطفة فأفرغها في قدح. فتوضأنا كلنا، ندغفقه دغفقة، أربع عشرة مائة. قال: ثم جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا: هل من طهور؟ فقال رسول الله : "فرغ الوضوء". أخرجه مسلم (١).

وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: قال ابن عباس: لما رجع رسول الله من الحديبية كلمه بعض أصحابه فقالوا: جهدنا وفي الناس ظهر فانحره. فقال عمر: لا تفعل يا رسول الله فإن الناس إن يكن معهم بقية ظهر أمثل. فقال رسول الله : "ابسطوا أنطاعكم وعباءكم". ففعلوا. ثم قال: "من كان عنده بقية من زاد وطعام فلينثره". ودعا لهم ثم قال: "قربوا أوعيتكم". فأخذوا ما شاء الله. يحدثه نافع بن جبير.

وقال يحيى بن سليم الطائفي، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس، أن رسول الله لما نزل مر الظهران في صلح قريش قال أصحابه: لو انتحرنا يا رسول الله من ظهورنا فأكلنا من لحومها وشحومها وحسونا من المرق أصبحنا غدا إذا عدونا عليهم وبنا جمام. قال: "لا، ولكن ائتوني بما فضل من أزوادكم". فبسطوا أنطاعا ثم صبوا عليها فضول أزوادهم. فدعا لهم رسول الله بالبركة، فأكلوا حتى تضلعوا شبعا، ثم لففوا فضول ما فضل من أزوادهم في جربهم.

مالك، عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس، قال: رأيت رسول الله وحانت صلاة العصر والتمسوا الوضوء، فلم يجدوه. فأتى بوضوء، فوضع رسول الله يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضؤوا منه. قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه. فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم. متفق عليه (٢).


(١) صحيح أخرجه مسلم "١٧٢٩" حدثنا أحمد بن يوسف الأزدي، حدثنا النضر "يعني ابن محمد اليمامي"، حدثنا عكرمة "وهو ابن عمار"، به.
ووقع عند مسلم "جُرُبنا" بدل "جُرْباننا".
وقوله: "جربنا" الجرب جمع جراب ككتاب وكتاب. وهو الوعاء من الجلد يجعل فيه الزاد.
وقوله: "بإداوة": هي المطهرة.
"فيها نطفة": أي فيها قليل من الماء.
"ندغفقه دغفقة": أي نصبه صبا شديدا.
(٢) صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "١/ ٣٢"، والشافعي "٢/ ١٨٦"، وأحمد "٣/ ١٣٢"، والبخاري "١٦٩" و"٣٥٧٣"، ومسلم "٢٢٧٩" "٥"، والترمذي "٣٦٣١"، والنسائي "١/ ٦٠" عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>