للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله في سبعين من المشركين، فنظر إليهم. وقال: "دعوهم، يكون لهم بدء الفجور وثناؤه". فعفا عنهم رسول الله ، وأنزلت: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ﴾ [الفتح: ٢٤]، أخرجه مسلم (١).

وقال حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن رجالا من أهل مكة هبطوا إلى النبي من قبل جبل التنعيم ليقاتلوه. قال: فأخذهم رسول الله أخذا، فأعتقهم. فأنزل الله: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ﴾ الآية، أخرجه مسلم (٢).

وقال الوليد بن مسلم: حدثنا عمر بن محمد العمري، قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر، أن الناس كانوا مع النبي يوم الحديبية، قد تفرقوا في ظلال الشجر، فإذا الناس محدقون برسول الله ، فقال -يعني عمر: يا عبد الله انظر ما شأن الناس؟ فوجدهم يبايعون، فبايع ثم رجع إلى عمر، فخرج فبايع.

أخرجه البخاري (٣) فقال: وقال هشام بن عمار، حدثنا الوليد. قلت: ورواه دحيم، عن الوليد.

قلت: وسميت بيعة الرضوان من قوله -تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: ١٨].

قال أبو عوانة، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، قال: كان أبي ممن بايع رسول الله عند الشجرة، قال: فانطلقنا في قابل حاجين، فخفي علينا مكانها، فإن كانت تبينت لكم فأنتم أعلم. متفق عليه (٤).

وقال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير المكي أنه سمع جابرا يقول: أخبرتني أم مبشر أنها سمعت رسول الله يقول عند حفصة: "لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة


(١) صحيح: أخرجه مسلم "١٨٠٧" من طريق عكرمة بن عمار، به.
ووقع عند مسلم: "وهم رقود" بدل "رقد". وقوله: "العبلات": قال الجوهري في الصحاح: العبلات من قريش، وهم أمية الصغرى والنسبة إليهم عبلي. ترده إلى الواحد.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم "١٨٠٨" حدثني عمرو بن محمد الناقد، حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة، به.
(٣) صحيح: أخرجه البخاري "٤١٨٧" حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، به.
(٤) صحيح: أخرجه البخاري "٤١٦٤"، ومسلم "١٨٥٩" "٧٧" من طريق أبي عوانة به.
وأخرجه البخاري "٤١٦٥"، ومسلم "١٨٥٩" "٧٨" من طريق سفيان، عن طارق بن عبد الرحمن، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>