للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال يونس، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن المسور، ومروان، قالا: خرج رسول الله من عند أم سلمة فلم يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحر وحلق. فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا وحلق بعض وقصر بعض. فقال رسول الله : "اللهم اغفر للمحلقين". فقيل: يا رسول الله والمقصرين؟ فقال: "اغفر للمحلقين"، ثلاثا. قيل: يا رسول الله وللمقصرين؟ قال: "وللمقصرين".

وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قيل له: لم ظاهر رسول الله للمحلقين ثلاثا وللمقصرين واحدة؟ فقال: إنهم لم يشكوا.

وقال يونس -هو ابن بكير- عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي إبراهيم، عن أبي سعيد، قال: حلق أصحاب رسول الله يوم الحديبية كلهم غير رجلين؛ قصرا ولم يحلقا.

أبو إبراهيم مجهول.

وقال ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن وهب بن عبد الله بن قارب، قال: كنت مع أبي، فرأيت رسول الله يقول: "يرحم الله المحلقين". قال رجل: والمقصرين يا رسول الله؟ فلما كانت الثالثة، قال: "والمقصرين".

وقال يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: نحر يوم الحديبية سبعون بدنة فيها جمل أبي جهل، فلما صدت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها.

ويروى عن ابن عباس، أن النبي أهدي في عمرة الحديبية جملا كان لأبي جهل، في أنفه برة من ذهب أهداه ليغيظ به قريشا.

وقال فليح بن سليمان، [عن نافع] عن ابن عمر أن رسول الله خرج معتمرا، فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية، وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل، ولا يحمل سلاحا عليها إلا سيوفا، ولا يقيم بها إلا ما أحبوا، فاعتمر من العام المقبل، فدخلها كما صالحهم. فلما أن أقام بها ثلاثا، أمروه أن يخرج فخرج. أخرجه البخاري (١).

وقال مالك عن أبي الزبير، عن جابر، نحرنا بالحديبية البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة. رواه مسلم (٢).


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٢٧٠١" حدثنا محمد بن رافع، حدثنا سريح بن النعمان، حدثنا فليح، عن نافع، عن ابن عمر، به، ووقع في الأصل [فليح، عن رافع، عن ابن عمر] وتحرف فيه [نافع] إلى [رافع] وما أثبتناه في البخاري كما ترى.
(٢) صحيح: أخرجه مالك "٢/ ٤٨٦"، ومسلم "١٣١٨" "٣٥٠"، وأبو داود "٢٨٠٩" والترمذي "٩٠٤"، وابن ماجه "٣١٣٢"، والدارمي "٢/ ٧٨"، والبيهقي "٥/ ١٦٨ - ١٦٩ و ٢١٦ و ٢٣٤" و "٩/ ٢٩٤"، والبغوي "١١٣٠" عن أبي الزبير، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>