للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالبصرة … ، وذكر أن الوليد أخطأ فيه. فغضب أبو عبد الله وقال: فنعم، قد علم أن الوليد أخطأ فيه، فلم حدثهم به? أيعطيهم الخطأ!

قال المروذي: سمعت رجلا من أهل العسكر يقول لأبي عبد الله: ابن المديني يقرئك السلام فسكت. فقلت لأبي عبد الله، قال لي عباس العنبري: قال علي بن المديني: وذكر رجلا، فتكلم فيه، فقلت له: إنهم لا يقبلون منك إنما يقبلون من أحمد بن حنبل. قال: قوي أحمد على السوط، وأنا لا أقوى.

أبو بكر الجرجاني: حدثنا أبو العيناء، قال: دخل ابن المديني إلى بن أبي داود بعد ما تم من محنة أحمد ما جرى فناوله رقعة، قال: هذه طرحت في داري فإذا فيها:

يا ابن المديني الذي شرعت له … دنيا فجاد بدينه لينالها

ماذا دعاك إلى اعتقاد مقالة … قد كان عندك كافرًا من قالها

أمر بدا لك رشده فقبلته … أم زهرة الدنيا أردت نوالها

فلقد عهدتك لا أبا لك مرة … صعب المقادة للتي تدعى لها

إن الحريب (١) لمن يصاب بدينه … لا من يرزى ناقة وفصالها

فقال له أحمد: هذا بعض شراد هذا الوثن -يعني: ابن الزيات- وقد هُجي خيار الناس وما هدم الهجاء حقًّا ولا بنى باطلا. وقد قمت وقمنا من حق الله بما يصغر قدر الدنيا عند كثير ثوابه. ثم دعا له بخمسة آلاف درهم، فقال: اصرفها في نفقاتك وصدقاتك.

قال زكريا الساجي: قدم ابن المديني البصرة فصار إليه بندار فجعل علي يقول: قال أبو عبد الله، قال أبو عبد الله. فقال بندار على رءوس الملأ: من أبو عبد الله، أأحمد بن حنبل? قال: لا، أحمد بن أبي داود. فقال بندار: عند الله أحتسب خطاي، شبه علي هذا. وغضب وقام.

قال أبو بكر الشافعي: كان عند إبراهيم الحربي قمطر من حديث ابن المديني وما كان يحدث به. فقيل له: لم لا تحدث عنه? قال: لقيته يومًا وبيده نعله، وثيابه في فمه فقلت: إلى أين? فقال: ألحق الصلاة خلف أبي عبد الله. فظننت أنه يعني أحمد بن حنبل، فقلت: من أبو عبد الله? قال: ابن أبي دواد. فقلت: والله لا حدثت عنك بحرف.


(١) الحريب: الذي سلب كل ماله.

<<  <  ج: ص:  >  >>