تكلمت بغلتي، لقالت: إنها سنية. قال: فأخذ في محنة القرآن، فأجاب، فلما خرج، قال: كفرنا وخرجنا.
وروى سعيد بن عمرو البرذعي، عن أبي زرعة، قال: كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا أبي معمر، ولا يحيى بن معين، ولا عن أحد ممن امتحن فأجاب.
قال أبو يعلى: حدث أبو معمر بالموصل بنحو ألفي حديث حفظًا فلما رجع إلى بغداد كتب إلى أهل الموصل بالصحيح من أحاديث كان أخطأ فيها نحو ثلاثين أو أربعين حديثًا.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا معمر الهذلي يقول: من زعم أن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يرضى ولا يغضب، فهو كافر إن رأيتموه واقفًا على بئر، فألقوه فيها. بهذا أدين الله ﷿.
وعن أبي معمر القطيعي قال: آخر كلام الجهمية أنه ليس في السماء إله.
قلت: بل قولهم: إنه ﷿ في السماء وفي الأرض، لا امتياز للسماء. وقول عموم أمة محمد ﷺ: إن الله في السماء، يطلقون ذلك وفق ما جاءت النصوص بإطلاقه ولا يخوضون في تأويلات المتكلمين مع جزم الكل بأنه -تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١].
مات أبو معمر في منتصف جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ومائتين. وكان من أبناء الثمانين.
أخبرنا أحمد بن هبة الله فيما قرأت عليه، عن أبي روح الهَرَوي، أن تميم بن أبي سعيد أخبرهم، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأديب، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم عن علي بن هاشم عن هشام بن عروة عن بكر بن وائل عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:"ما ضرب رسول الله ﷺ بيده شيئًا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء فانتقم من صاحبه إلا إن تنتهك محارم الله فينتقم"(١).
أخرجه النسائي عن أحمد بن علي عن أبي معمر.
(١) صحيح: أخرجه مسلم "٢٣٨٢"، من طريق أبي أسامة، عن هشام، عنه، عن أبيه، عن عائشة قالت: "ما ضرب رسول الله ﷺ شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله ﷿".