للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قد علمت خيبر أني عامر … شاكي السلاح بطل مغامر

قال: فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، فذهب عامر يسفل له، فرجع بسيفه على نفسه فقطع أكحله، وكانت نفسه. قال سلمة: فخرجت فإذا نفر من أصحاب النبي يقولون: بطل عمل عامر، قتل نفسه. فأتيت رسول الله وأنا أبكي، قال: "ما لك"؟ فقلت: قالوا إن عامرا بطل عمله. قال: "من قال ذلك"؟ قلت: نفر من أصحابك. فقال: "كذب أولئك بل له من الأجر مرتين" قال: فأرسل إلى علي يدعوه وهو أرمد فقال: لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فجئت به أقوده. قال: فبصق رسول الله في عينيه فبرأ، فأعطاه الراية. قال: فبرز مرحب وهو يقول:

قد علمت خيبر أني مرحب … شاكي السلاح (١) بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

قال: فبرز له علي وهو يقول:

أنا الذي سمتني أمي حيدره … كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره (٢)

فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله، وكان الفتح. أخرجه مسلم (٣).

وقال البكائي: قال ابن إسحاق، فحدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي الهيثم بن نصر الأسلمي أن أباه حدثه أنه سمع رسول الله يقول -في مسيره لخيبر- لعامر بن الأكوع: خذ لنا من هناتك فنزل يرتجز، فقال:

والله لولا الله ما اهتدينا … ولا تصدقنا ولا صلينا


(١) شاكي السلاح: أي تام السلاح. يقال: شاكي السلاح، وشاك السلاح، وشاك في السلاح، من الشوكة، وهي القوة. والشوكة أيضا السلاح. ومنه قوله تعالى: ﴿وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ [الأنفال: ٧].
(٢) أوفيهم بالصاع كيل السندرة: معناه أقتل الأعداء قتلا واسعا ذريعا. والسندرة مكيال واسع. وقيل: هي العجلة أي أقتلهم عاجلا.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم "١٨٠٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>