الخلال أخبرني محمد بن الحسين أخبرنا المروذي قال قال جارنا فلان دخلت على إسحاق بن إبراهيم الأمير وفلان وفلان ذكر سلاطين ما رأيت أهيب من أحمد بن حنبل صرت إليه أكلمه في شيء فوقعت علي الرعدة من هيبته ثم قال المروذي ولقد طرقه الكلبي - صاحب خبر السر - ليلاً فمن هيبته لم يقرعوا ودقوا باب عمه.
وعن الميموني قال ما رأيت أنقى ثوباً ولا أشد بياضاً من أحمد.
ابن المنادي عن جده أبي جعفر قال كان أحمد من أحيى الناس وأكرمهم وأحسنهم عشرة وأدبا كثير الإطراق لا يسمع منه إلا المذاكرة للحديث وذكر الصالحين في وقار وسكون ولفظ حسن وإذا لقيه إنسان بش به وأقبل عليه وكان يتواضع للشيوخ شديداً وكانوا يعظمونه وكان يفعل بيحيى بن معين ما لم أره يعمل بغيره من التواضع والتكريم والتبجيل كان يحيى أكبر منه بسبع سنين.
الخطبي حدثنا عبد الله بن أحمد قال كان أبي إذا أتى البيت من المسجد ضرب برجله حتى يسمعوا صوت نعله وربما تنحنح ليعلموا به.
الخلال حدثنا محمد بن علي حدثنا مهنى قال رأيت أبا عبد الله مرات يقبل وجهه ورأسه ولا يقول شيئاً ولا يمتنع ورأيت سليمان بن داود الهاشمي يقبل رأسه وجبهته لا يمتنع من ذلك ولا يكرهه.
وقال عبدوس العطار وجهت بابني مع الجارية يسلم على أبي عبد الله فرحب به وأجلسه في حجره وساءله واتخذ له خبيصاً وقال للجارية كلي معه وجعل يبسطه.
وقال الميموني كان أبو عبد الله حسن الخلق دائم البشر ويحتمل الأذى من الجار.
علوان بن الحسين سمعت عبد الله بن أحمد قال سئل أبي لم لا تصحب الناس؟ قال لوحشة الفراق.
ابن بطة حدثنا محمد بن أيوب حدثنا إبراهيم الحربي سمعت أحمد بن حنبل يقول لأحمد الوكيعي يا أبا عبد الرحمن إني لأحبك حدثنا يحيى عن ثور عن حبيب بن عبيد عن المقدام قال قال النبي ﷺ"إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه"(٢٩٥).
(٢٩٥) صحيح: أخرجه أحمد (٤/ ١٣٠)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٥٤٢)، وأبو داود (٥١٢٤)، والترمذي (٢٣٩٣)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٢٠٦)، وابن السنى (١٩٦)، والحاكم (٤/ ١٧١)، وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٩٩) من طرق عن يحيى القطان، حدثنا ثور بن يزيد، به.