قال أحمد بن كامل أخبرنا أبو يحيى الشعراني أن إسحاق توفي سنة ثمان وثلاثين وأنه ﵀ كان يخضب بالحناء وقال ما رأيت بيده كتاباً قط وما كان يحدث إلا حفظاً وقال كنت إذا ذاكرت إسحاق العلم وجدته فيه بحراً فرداً فإذا جئت إلى أمر الدنيا رأيته لا رأي له.
قلت قد كان مع حفظه إماماً في التفسير رأساً في الفقه من أئمة الاجتهاد.
قال أحمد بن سلمة سمعت إسحاق الحنظلي ﵁ يقول ليس بين أهل العلم اختلاف أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق وكيف يكون شيء خرج من الرب ﷿ مخلوقاً؟! قال أبو العباس السراج سمعت إسحاق الحنظلي يقول دخلت على طاهر بن عبد الله بن طاهر وعنده منصور بن طلحة فقال لي منصور يا أبا يعقوب تقول إن الله ينزل كل ليلة؟ قلت نؤمن به إذا أنت لا تؤمن أن لك في السماء رباً لا تحتاج أن تسألني عن هذا فقال له طاهر الأمير ألم أنهك عن هذا الشيخ؟ قال أبو داود السجستاني سمعت بن راهويه يقول من قال لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي.
وورد عن إسحاق أن بعض المتكلمين قال له كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء فقال آمنت برب يفعل ما يشاء.
قلت هذه الصفات من الاستواء والإتيان والنزول قد صحت بها النصوص ونقلها الخلف عن السلف ولم يتعرضوا لها برد ولا تأويل بل أنكروا على من تأولها مع إصفاقهم على أنها لا تشبه نعوت المخلوقين وأن الله ليس كمثله شيء ولا تنبغي المناظرة ولا التنازع فيها فإن في ذلك مخولة للرد على الله ورسوله أو حوماً على التكييف أو التعطيل.
قال أبو عبد الله الحاكم إسحاق وبن المبارك ومحمد بن يحيى هؤلاء دفنوا كتبهم.