للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن الليث عن عقيل عن بن شهاب عن أنس قال "كان رسول الله إذا كان في سفر فزالت الشمس صلى الظهر والعصر ثم ارتحل" فهذا منكر والخطأ فيه من جعفر فقد رواه مسلم في صحيحه عن عمرو والناقد عن شبابة ولفظه "إذا كان في سفر وأراد الجمع أخر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر ثم يجمع بينهما" (٣١٧) تابعه الحسن بن محمد الزعفراني عن شبابة وقد اتفقا عليه في الصحيحين من حديث عقيل عن بن شهاب عن أنس ولفظه "إذا عجل به السير أخر الظهر إلى أول وقت العصر فيجمع بينهما" (٣١٨).

ومع حال إسحاق وبراعته في الحفظ يمكن أنه لكونه كان لا يحدث إلا من حفظه جرى عليه الوهم في حديثين من سبعين ألف حديث فلو أخطأ منها في ثلاثين حديثاً لما حط ذلك رتبته عن الاحتجاج به أبداً بل كون إسحاق تتبع حديثه فلم يوجد خطأ قط سوى حديثين يدل على أنه أحفظ أهل زمانه.

قال الحافظ أبو عمرو المستملي أخبرني علي بن سلمة الكرابيسي - وهو من الصالحين - قال رأيت ليلة مات إسحاق الحنظلي كأن قمراً ارتفع من الأرض إلى السماء من سكة


= فقد أخطأ معمر في إسناده في روايته الحديث عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة كما أوردنا فقد خالف أصحاب الزهري فرووة عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عباس، عن ميمونة، وهو أصح كما قال البخاري، والترمذي، وأبو حاتم في "العلل" لابنه (٢/ ١٢)، والدارقطنى في "العلل" (٧/ ٢٨٥ - ٢٨٧). كما أنه أخطأ في متنه فزاد فيه زيادة غريبة وهى: "وإن كان مائعًا فلا تأكلوه".
فقد ورد عن جمع من أصحاب الزهري بهذا الإسناد الصحيح؛ فأخرجه أحمد (٦/ ٣٢٩)، والبخاري (٥٥٣٨)، وأبو داود (٣٨٤١)، والترمذي (١٧٩٨)، والنسائي (٧/ ١٧٨) عن سفيان بن عيينة، وأخرجه أحمد (٦/ ٣٣٠) عن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، وأخرجه أحمد (٦/ ٣٣٥)، والبخاري (٥٥٤٠)، والنسائي (٧/ ١٧٨) عن مالك بن أنس ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن ميمونة قالت: سُئل النبي عن فأرة سقطت في سمن فقال: "ألقوها وما حولها وكلوه" وهذه الرواية المحفوظة.
وأمَّا الرواية الأولى عن معمر، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فهى رواية شاذة خالف فيها معمر أصحاب الزهري كما بيَّنا.
(٣١٧) صحيح: أخرجه مسلم (٧٠٣) (٤٧).
(٣١٨) صحيح: أخرجه البخاري (١١١١) و (١١١٢)، ومسلم (٧٠٤) من طريق المفضل بن فضالة، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال: كان النبيُّ إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخرَّ الظُّهر إلى وقت العصر، ثم يجمع بينهما، وإذا زاغت صلى الظهر ثم ركب".

<<  <  ج: ص:  >  >>