عبد العزيز - وصدقة بن هشام كذا قال وأظنه أراد صدقة بن خالد - وعراك بن خالد وصدقة بن يحيى ومدرك بن أبي سعد وعمر بن عبد الواحد وكل هؤلاء أئمة قرؤوا على يحيى بن الحارث.
فلما توفي بن ذكوان سنة اثنين وأربعين اجتمع الناس على إمامة هشام بن عمار في القراءة والنقل وتوفي بعده بثلاث سنين.
قلت هشام عظيم القدر بعيد الصيت وغيره أتقن منه وأعدل رحمه الله تعالى.
قال أبو أحمد بن عدي في كامله سمعت قسطنطين بن عبد الله مولى المعتمد يقول حضرت مجلس هشام بن عمار فقال المستملي من ذكرت؟ فقال أخبرنا بعض مشايخنا ثم نعس ثم قال له من ذكرت؟ فنعس فقال المستملي لا تنتفعوا به فجمعوا له شيئاً فأعطوه فكان بعد ذلك يملي عليهم حتى يملوا.
وقال محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني سمعت بن وارة يقول عزمت زماناً أن أمسك عن حديث هشام بن عمار لأنه كان يبيع الحديث.
قلت العجب من هذا الإمام مع جلالته كيف فعل هذا ولم يكن محتاجاً وله اجتهاده.
قال صالح بن محمد جزرة كان هشام بن عمار يأخذ على الحديث ولا يحدث ما لم يأخذ فدخلت عليه فقال يا أبا علي حدثني بحديث لعلي بن الجعد فقال حدثنا بن الجعد حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية قال علم مجاناً كما علمت مجاناً قال تعرضت بي يا أبي علي؟ فقلت ما تعرضت بل قصدتك.
وقال صالح أيضاً كنت شارطت هشاماً أن أقرأ عليه بانتخابي ورقة فكنت آخذ الكاغد الفرعوني وأكتب مقرمطاً فكان إذا جاء الليل أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة فإذا صلى العتمة يقعد وأقرأ عليه فيقول يا صالح ليس هذه ورقة هذه شقة.
الإسماعيلي أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار قال كان هشام بن عمار يلقن وكان يلقن كل شي ما كان من حديثه فكان يقول أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحاً وقال الله تعالى "فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه" البقرة: ١٨١، قال وكان يأخذ على كل ورقتين درهماً ويشارط ويقول إن كان الخط دقيقاً فليس بيني وبين الدقيق عمل وكان يقول وذاك أني قلت له إن كنت تحفظ فحدث وإن كنت لا تحفظ فلا تلقن ما يلقن فاختلط من ذلك وقال أنا أعرف هذه الأحاديث ثم قال لي بعد ساعة