وقال أبو بكر الخطيب كان ينزل بغداد قديماً ثم انتقل إلى مرو واشتهر حديثه بها قال وكان صادقاً متقناً حافظاً.
وقال الحافظ أبو بكر محمد بن حمدويه بن سنجان المروزي سمعت علي بن حجر يقول انصرفت من العراق وأنا بن ثلاث وثلاثين سنة فقلت لو بقيت ثلاثاً وثلاثين سنة أخرى فأروي بعض ما جمعته من العلم وقد عشت بعد ثلاثاً وثلاثين أخرى وأنا أتمنى بعدما كنت أتمنى وقت انصرافي من العراق.
قلت هذا على سبيل التقريب وإلا فلم يبلغ الرجل تسعاً وتسعين سنة.
قال الحافظ أبو بكر الأعين مشايخ خراسان ثلاثة قتيبة وعلي بن حجر ومحمد بن مهران الرازي ورجالها أربعة عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ومحمد بن إسماعيل البخاري قبل أن يظهر منه ما ظهر ومحمد بن يحيى وأبو زرعة.
قلت هذه دقة من الأعين والذي ظهر من محمد أمر خفيف من المسائل التي اختلف فيها الأئمة في القول في القرآن وتسمى مسألة أفعال التالين فجمهور الأئمة والسلف على أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وبهذا ندين الله تعالى وبدعوا من خالف ذلك وذهبت الجهمية والمعتزلة والمأمون وأحمد بن أبي داود القاضي وخلق من المتكلمين والرافضة إلى أن القرآن كلام الله المنزل مخلوق وقالوا الله خالق كل شيء والقرآن شيء وقالوا تعالى الله أن يوصف بأنه متكلم وجرت محنة القرآن وعظم البلاء وضرب أحمد بن حنبل بالسياط ليقول ذلك نسأل الله السلامة في الدين ثم نشأت طائفة فقالوا كلام الله تعالى منزل غير مخلوق ولكن ألفاظنا به مخلوقة يعنون تلفظهم وأصواتهم به وكتابتهم له ونحو ذلك وهو حسين الكرابيسي ومن تبعه فأنكر ذلك الإمام أحمد وأئمة الحديث وبالغ الإمام أحمد في الحط عليهم وثبت عنه أن قال اللفظية جهمية وقال من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع وسد باب الخوض في هذا وقال أيضاً من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو جهمي وقالت طائفة القرآن محدث كداود الظاهري ومن تبعه فبدعهم الإمام أحمد وأنكر ذلك وثبت على الجزم بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه من علم الله وكفر من قال بخلقه وبدع من قال بحدوثه وبدع من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق ولم يأت عنه ولا عن السلف القول بأن القرآن قديم ما تفوه أحد منهم بهذا فقولنا قديم من العبارات المحدثة المبتدعة كما أن قولنا هو محدث بدعة.