روى عنه: البخاري حديثًا قرن فيه معه آخر، والترمذي، وابن ماجه، وأبو بكر البزار، وصالح جزرة، وابن خزيمة، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وابن صاعد، وابن أبي داود، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ، ثقة.
وقال الحاكم: كان ابن خزيمة يقول: حدثنا الثقة في روايته، المتهم في دينه، عباد بن يعقوب.
وقال ابن عدي: فيه غلو في التشيع.
وروى عبدان عن ثقة، أن عبادًا كان يشتم السلف.
وقال ابن عدي: روى مناكير في الفضائل والمثالب.
وروى علي بن محمد الحبيبي، عن صالح جزرة، قال: كان عباد يشتم عثمان ﵁ وسمعته يقول: الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة، قاتلا عليًّا بعد أن بايعاه.
وقال ابن جرير: سمعته يقول: من لم يبرأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد حشر معهم.
قلت: هذا الكلام مبدأ الرفض، بل نكف، ونستغفر للأمة، فإن آل محمد في إياهم قد عادى بعضهم بعضًا، واقتتلوا على الملك، وتمت عظائم، فمن أيهم نبرأ?!
قال محمد بن المظفر الحافظ: حدثنا القاسم المطرز، قال: دخلت على عباد بالكوفة، وكان يمتحن الطلبة، فقال: من حفر البحر? قلت: الله. قال: هو كذاك، ولكن من حفره? قلت: يذكر الشيخ، قال: حفره علي، فمن أجراه? قلت: الله. قال: هو كذلك، ولكن من أجراه? قلت: يفيدني الشيخ. قال: أجراه الحسين، وكان ضريرًا، فرأيت سيفًا وحجفة (١). فقلت: لمن هذا? قال: أعددته لأقاتل به مع المهدي. فلما فرغت من سماع ما أردت، دخلت عليه، فقال: من حفر البحر? قلت: حفره معاوية ﵁ وأجراه عمرو بن العاص، ثم وثبت وعدوت، فجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله، فاقتلوه. إسنادها صحيح. وما أدري كيف تسمحوا في الأخذ عمن هذا حاله? وإنما وثقوا بصدقه.
قال البخاري: مات عباد بن يعقوب في شوال سنة خمسين ومائتين.
قلت: وقع لي من عواليه، في "البعث" لابن أبي داود. ورأيت له جزءًا من كتاب "المناقب"، جمع فيها أشياء ساقطة، قد أغنى الله أهل البيت عنها، وما أعتقده يعتمد الكذب أبدًا.