للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يبدلوا الهدي الذي نحروا عام الحديبية في عمرة القضاء. زاد فيه يونس عن ابن إسحاق، قال: فعزت الإبل عليهم، فرخص لهم رسول الله في البقر.

وقال الواقدي: حدثني غانم بن أبي غانم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: قد ساق النبي ، في القضية ستين بدنة. قال: ونزل رسول الله مر الظهران، وقدم السلاح إلى بطن يأجج، حيث ينظر إلى أنصاب الحرم. وتخوفت قريش، فذهب في رؤوس الجبال وخلوا مكة.

وقال معمر، عن الزهري، عن أنس، قال: لما دخل النبي مكة في عمرة القضاء، مشى ابن رواحة بين يديه وهو يقول:

خلوا بني الكفار عن سبيله … قد نزل الرحمن في تنزيله

بأن خير القتل في سبيله … نحن قتلناكم على تأويله

كما قتلناكم على تنزيله … يا رب إني مؤمن بقيله

وقال أيوب، عن سعيد بن جبير، حدثه، عن ابن عباس: قدم رسول الله مكة، وقد وهنتهم حمى يثرب. فقال المشركون: إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم الحمى، ولقوا منها شرا. فأطلع الله نبيه على ما قالوه، فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة، وأن يمشوا بين الركنين. فلما رأوهم رملوا، قالوا: هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمى وهنتهم؟ هؤلاء أجلد منا.

قال ابن عباس: ولم يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا للإبقاء عليهم. أخرجاه.

وقال يزيد بن هارون: أخبرنا الجريري، عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: إن قومك يزعمون أن رسول الله قد رمل وأنها سنة. قال: صدقوا وكذبوا؛ إن رسول الله قدم مكة والمشركون على قعيقعان، وكان أهل مكة قوما حسدا، فجعلوا يتحدثون بينهم أن أصحاب محمد ضعفاء، فقال رسول الله : "أروهم ما يكرهون منكم". فرمل رسول الله ليريهم قوته وقوة أصحابه، وليست بسنة. أخرجه مسلم.

وقد بقي الرمل سنة في طواف القدوم؛ وإن كان قد زالت علته فإن جابرا قد حكى في حجة النبي رمله، ورملوا في عمرة الجعرانة.

وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى سمعه يقول: اعتمرنا مع رسول الله ، فكنا نستره -حين طاف- من صبيان مكة لا يؤذونه. وأرانا ابن أبي أوفى ضربة أصابته مع النبي يوم خيبر. البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>