للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في بيته. فذكرت له شيئا لا أحفظه، غير أنها قالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين، وإذا دخل بيته صلى ركعتين، لا يدع ذلك أبدا.

وقال هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما نزلت: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُون﴾ [الشعراء]، قال: ابن رواحة: قد علم الله أني منهم. فأنزلت: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات﴾ الآية [الشعراء: ٢٢٧] وقيل: هذا البيت بن رواحة يخاطب زيد بن أرقم:

يا زيد زيد اليعملات الذبل … تطاول الليل هديت فانزل

يعني: انزل فسق بالقوم.

وعن مصعب بن شيبة، قال: لما نزل ابن رواحة للقتال طعن فاستقبل الدم بيده، فدلك به وجهه، ثم صرع بين الصفين فجعل يقول: يا معشر المسلمين ذبوا عن لحم أخيكم. فكانوا يحملون حتى يجوزونه. فلم يزالوا كذلك حتى مات مكانه.

وقال ابن وهب: حدثني أسامة بن زيد الليثي، قال: حدثني نافع، قال: كانت لابن رواحة امرأة وكان يتقيها. وكانت له جارية فوقع عليها، فقالت له وفرقت أن يكون قد فعل فقال: سبحان الله. قالت: اقرأ علي إذا، فإنك جنب. فقال:

شهدت بإذن الله أن محمدا … رسول الذي فوق السموات من عل

وإن أبا يحيى ويحيى كلاهما … له عمل من ربه متقبل

وقد رويا لحسان.

وقال ابن وهب، عن عبد الرحمن بن سلمان، عن ابن الهاد، أن امرأة عبد الله بن رواحة رأته على جارية له فجحدها. فقالت له: فاقرأ، فقال:

شهدت بأن وعد الله حق … وأن النار مثوى الكافرينا

وأن العرش فوق الماء طاف … وفوق العريش رب العالمينا

وتحمله ملائكة كرام … ملائكة الإله مقربينا

فقالت: آمنت بالله وكذبت البصر. فحدث ابن رواحة النبي ، فضحك (١).

وقال موسى بن جعفر بن أبي كثير: حدثنا عبد العزيز الماجشون، عن الثقة أن ابن رواحة اتهمته امرأته. فذكر القصة.

وقال ابن إسحاق: لم يعقب ابن رواحة.


(١) منكر: فهو منقطع بين ابن الهاد، وهو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، وعبد الله بن رواحة، فيزيد هذا من الطبقة الخامسة، وهي الطبقة الصغرى من التابعين فأنى له لقيا ابن رواحة. وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" "٨٢" من طريق يحيى بن أيوب، حدثني عمارة بن غزية، عن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب أنه حدثه أن عبد الله بن رواحة وقع بجارية له؛ فقالت له امرأته: فعلتها؟ قال: أما أنا فأقرا القرآن. فقالت: أما أنت فلا تقرأ القرآن وأنت جنب، فقال: أنا أقرأ لك فقال: شهدت بأن وعد الله حق .. " إلخ؛ فقالت: آمنت بالله وكذبت البصر".
قلت: وإسناده ضعيف، قدامة بن إبراهيم، مقبول كما قال الحافظ في "التقريب" -أي إذا توبع- وهو منقطع، فقدامة لم يدرك عبد الله بن رواحة كما قال الذهبي في "العلو" "ص ٤٢" ومتنه منكر إذ كيف لا يعرف الصحابة الفرق بين الشعر والقرآن؟!!.

<<  <  ج: ص:  >  >>