معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، وقبره بخرتنك ونستسقي عنده فعسى الله أن يسقينا قال: فقال القاضي: نعم ما رأيت فخرج القاضي، والناس معه واستسقى القاضي بالناس، وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه فأرسل الله تعالى السماء بماء عظيم غزير أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام، أو نحوها لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند، من كثرة المطر وغزارته وبين خرتنك، وسمرقند نحو ثلاثة أميال.
وقال الخطيب في تاريخه: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي الحرشي بنيسابور قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الفقيه البلخي "ح"، قال الخطيب: سمعت أحمد بن عبد الله الصفار البلخي يقول: سمعت أبا إسحاق المستملي يروي عن محمد بن يوسف الفربري أنه كان يقول: سمع كتاب "الصحيح" لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل فما بقي أحد يرويه غيري.
ذكر الصحابة الذين أخرج لهم البخاري، ولم يرو عنهم سوى واحد:
مرداس الأسلمي؛ عنه قيس بن أبي حازم، حزن المخزومي تفرد عنه ابنه أبو سعيد المسيب بن حزن زاهر بن الأسود عنه ابنه مجزأة عبد الله بن هشام بن زهرة القرشي عنه حفيده زهرة بن معبد عمرو بن تغلب عنه الحسن البصري عبد الله بن ثعلبة بن صعير، روى عنه الزهري قوله سنين أبو جميلة السلمي عنه الزهري أبو سعيد بن المعلى، تفرد عنه حفص بن عاصم سويد بن النعمان الأنصاري شجري تفرد بالحديث عنه بشير بن يسار خولة بنت ثامر عنها النعمان ابن أبي عياش فجملتهم عشرة.
فصل:
"تاريخ" البخاري، يشتمل على نحو من أربعين ألفًا، وزيادة وكتابه في "الضعفاء" دون السبعمائة نفس ومن خرج لهم في "صحيحه" دون الألفين قال ذلك أبو بكر الحازمي فـ"صحيحه" مختصر جدًا، وقد نقل الإسماعيلي عمن حكى عن البخاري قال: لم أخرج في الكتاب إلَّا صحيحًا قال: وما تركت من الصحيح أكثر.
لبعضهم:
صحيح البخاري لو أنصفوه … لما خط إلَّا بماء الذهب
هو الفرق بين الهدى والعمى … هو السد بين الفتى والعطب
أسانيد مثل نجوم السماء … أمام متون كمثل الشهب
به قام ميزان دين الرسول … ودان به العجم بعد العرب
حجاب من النار لا شك فيه … تميز بين الرضى والغضب
وستر رقيق إلى المصطفى … ونص مبين لكشف الريب
فيا عالمًا أجمع العالمون … على فضل رتبته في الريب
سبقت الأئمة فيما جمعت … وفزت على رغمهم بالقصب
نفيت الضعيف من الناقلين … ومن كان متهمًا بالكذب
وأبرزت في حسن ترتيبه … وتبويبه عجبًا للعجب
فأعطاك مولاك ما تشتهيه … وأجزل حظك فيما وهب