إلى سامراء وأضمر الشر فتحول المعتمد إلى بغداد وأقبل الصفار بكتائب كالجبال فقيل: كانوا سبعين ألف فارس وثقله على عشرة آلاف جمل فأناخ بواسط في سنة اثنتين وستين وانضمت العساكر المعتمدية ثم زحف الصفار إلى دير عاقول فجهز المعتمد الملتقى أخاه الموفق وموسى بن بغا ومسروراً فالتقى الجمعان في رجب واشتد القتال فكانت الهزيمة أولاً على الموفق ثم صارت على الصفار وانهزم جيشه فقيل نهب منهم عشرة آلاف فرس ومن العين ألفا ألف دينار ومن الأمتعة ما لا يحصى وخلص ابن طاهر من الأسر ورجع الصفار إلى فارس ورد المعتمد بن طاهر إلى ولايته وأعطاه خمس مائة ألف درهم.
وأما الخبيث فاغتنم اشتغال الجيش فعمل كل قبيح من القتل والأسر.
وفيها ولي قضاء القضاة بسامراء علي بن محمد بن أبي الشوارب وكان أخوه الحسن قد توفي حاجاً وولي قضاء بغداد إسماعيل القاضي وفيها واقع المسلمون الزنج وهزموهم وقتلوا قائدهم الصعلوك.
وفي سنة ثلاث أقبل الصفار فاستولى على الأهواز.
وفي سنة أربع سار الموفق وابن بغا لحرب الزنج فمات ابن بغا وغزا المسلمون الروم وغنموا ثم بيتت الروم مقدم المسلمين ابن كاوس فأسروه جريحاً وغلبت الزنج على واسط ونهبوها وأحرقوها.
وغضب المعتمد على وزيره سليمان بن وهب وأخذ أمواله واستوزر الحسن بن مخلد وتمكن الموفق وبقي لا يلتفت على أحد وأظهر المنابذة وقصد سامراء فتأخر المعتمد أخوه ثم تراسلا ووقع الصلح وأطلق سليمان بن وهب وهرب الحسن بن مخلد.
وفي سنة ٦٥ مات يعقوب بن الليث الصفار المتغلب على خراسان وفارس بالأهواز فقام بعده أخوه عمرو ودخل في الطاعة واستنابه الموفق على المشرق وبعث إليه بالخلع وقيل: بلغت تركة الصفار ثلاثة آلاف ألف دينار ودفن بجندسابور وكتب على قبره: هذا قبر المسكين يعقوب وكان في صباه يعمل في ضرب النحاس بدرهمين.
وفي سنة ٦٦ أقبلت الروم إلى ديار ربيعة وقتلوا وسبوا وهرب أهل الجزيرة وتمت وقعة مع خبيث الزنج وظهروا فيها وسار أحمد بن عبد الله الخجستاني فهزم الحسن بن زيد العلوي وظفر به فقتله وحارب عمرو بن الليث الصفار وظهر على عمرو ودخل نيسابور وفتل وصادر واستباحت الزنج رامهرمز.