أهديت لنا سلة تمر فقال: قدموها فقدموها إليه فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة فأصبح وقد فني التمر ووجد الحديث.
رواها أبو عبد الله الحاكم ثم قال: زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كان مسلم ثقة من الحفاظ كتبت عنه بالري وسئل أبي عنه فقال: صدوق.
قال أبو قريش الحافظ: سمعت محمد بن بشار يقول: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري ومسلم بنيسابور وعبد الله الدارمي بسمرقند ومحمد بن إسماعيل ببخارى.
قال أبو عمرو بن حمدان: سألت الحافظ ابن عقدة عن البخاري ومسلم: أيهما أعلم؟ فقال: كان محمد عالماً ومسلم عالم فكررت عليه مراراً فقال: يا أبا عمرو قد يقع لمحمد الغلط في أهل الشام وذلك أنه أخذ كتبهم فنظر فيها فربما ذكر الواحد منهم بكنيته ويذكره في موضع آخر باسمه يتوهم أنهما اثنان وأما مسلم فقلما يقع له من الغلط في العلل لأنه كتب المسانيد ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل.
قلت: عنى بالمقاطيع أقوال الصحابة والتابعين في الفقه والتفسير.
قال أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ: إنما أخرجت نيسابور ثلاثة رجال: محمد بن يحيى ومسلم بن الحجاج وإبراهيم بن أبي طالب.
وقال الحسين بن محمد الماسرجسي: سمعت أبي يقول: سمعت مسلماً يقول: صنفت هذا "المسند الصحيح" من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.
قال ابن مندة: سمعت محمد بن يعقوب الأخرم يقول ما معناه: قل ما يفوت البخاري ومسلماً مما ثبت من الحديث.
قال الحاكم: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: رأيت شيخاً حسن الوجه والثياب عليه رداء حسن وعمامة قد أرخاها بين كتفيه فقيل: هذا مسلم فتقدم أصحاب السلطان فقالوا: قد أمر أمير المؤمنين أن يكون مسلم بن الحجاج إمام المسلمين فقدموه في الجامع فكبر وصلى بالناس.
قال أحمد بن سلمة: كنت مع مسلم في تأليف "صحيحه" خمس عشرة سنة قال: وهو اثنا عشر ألف حديث.