للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال الدارقطني: لولا البخاري ما راح مسلم ولا جاء.

وقال الحاكم: كان متجر مسلم خان محمش ومعاشه من ضياعه بأستوا (١٨٤) رأيت من أعقابه من جهة البنات في داره وسمعت أبي يقول: رأيت مسلم بن الحجاج يحدث في خان محمش فكان تام القامة أبيض الرأس واللحية يرخي طرف عمامته بين كتفيه.

قال أبو قريش الحافظ: كنا عند أبي زرعة الرازي فجاء مسلم بن الحجاج فسلم عليه وجلس ساعة وتذاكرا فلما ذهب قلت لأبي زرعة: هذا جمع أربعة آلاف حديث في "الصحيح"! فقال: ولم ترك الباقي؟ ليس لهذا عقل لو دارى محمد بن يحيى لصار رجلاً.

قال سعيد البرذعي: شهدت أبا زرعة ذكر "صحيح" مسلم وأن الفضل الصائغ ألف على مثاله فقال: هؤلاء أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئاً يتسوقون به وأتاه يوماً رجل بكتاب مسلم فجعل ينظر فيه فإذا حديث لأسباط بن نصر فقال: ما أبعد هذا من الصحيح ثم رأى قطن بن نسير فقال لي: وهذا أطم ثم نظر فقال: ويروي عن أحمد بن عيسى وأشار إلى لسانه كأنه يقول الكذب ثم قال: يحدث عن أمثال هؤلاء ويترك ابن عجلان ونظراءه ويطرق لأهل البدع علينا فيقولوا: ليس حديثهم من الصحيح؟ فلما ذهبت إلى نيسابور ذكرت لمسلم إنكار أبي زرعة فقال: إنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما رواه ثقات وقع لي بنزول ووقع لي عن هؤلاء بارتفاع فاقتصرت عليهم وأصل الحديث معروف وقد قدم مسلم بعد إلى الري فاجتمع بابن وارة فبلغني أنه عاتبه على "الصحيح" وجفاه وقال له نحواً من قول أبي زرعة: إن هذا يطرق لأهل البدع علينا فاعتذر وقال: إنما قلت: صحاح ولم أقل: ما لم أخرجه ضعيف وإنما أخرجت هذا من الصحيح ليكون مجموعاً لمن يكتبه فقبل عذره وحدثه.

وقال مكي بن عبدان: وافى داود بن علي الأصبهاني نيسابور أيام إسحاق بن راهويه فعقدوا له مجلس النظر وحضر مجلسه يحيى بن الذهلي ومسلم بن الحجاج فجرت مسألة تكلم فيها يحيى فزبره داود قال: اسكت يا صبي ولم ينصره مسلم فرجع إلى أبيه وشكا إليه داود فقال أبوه: ومن كان ثم؟ قال: مسلم ولم ينصرني قال: قد رجعت عن كل ما حدثته به فبلغ ذلك مسلماً فجمع ما كتب عنه في زنبيل وبعث به إليه وقال: لا أروي عنك أبداً.


(١٨٤) أسْتُوا: كورة من نواحى نيسابور، تشتمل على ثلاث وتسعين قرية قاله ياقوت الحموى في "معجم البلدان".

<<  <  ج: ص:  >  >>