السلف إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تأويل ولا تحريف، ولا تشبيه ولا تكييف، فإن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات المقدسة، وقد علم المسلمون أن ذات الباري موجودة، لا مثل لها، وكذلك صفاته -تعالى- موجودة، لا مثل لها.
وقال في "السير""٩/ ١٢٢":
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا معمر الهذلي يقول: من زعم أن الله لا يتكلم، ولا يسمع، ولا يبصر، ولا يرضى، ولا يغضب، فهو كافر، إن رأيتموه واقفا على بئر، فألقوه فيها، بهذا أدين الله ﷿.
وعن أبي معمر القطيعي قال: آخر كلام الجهمية: أنه ليس في السماء إله!
فعقب الذهبي بقوله: قلت: بل قولهم: إنه ﷿ في السماء وفي الأرض، لا امتياز للسماء وقول عموم أمة محمد ﷺ: إن الله في السماء، يطلقون ذلك وفق ما جاءت النصوص بإطلاقه ولا يخوضون في تأويلات المتكلمين، مع جزم الكل بأنه تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١].
وقال في "السير""١١/ ٢٣٠" قال الحاكم: سمعت محمد بن صالح بن هانئ، سمعت ابن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته، فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئا.
فعقب الذهبي بقوله: قلت: من أقر بذلك تصديقا لكتاب الله، ولأحاديث رسول الله ﷺ وآمن به مفوضا معناه إلى الله ورسوله. ولم يخض في التأويل ولا عمق، فهو المسلم المتبع، ومن أنكر ذلك، فلم يدر بثبوت ذلك في الكتاب والسنة، فهو مقصر والله يعفو عنه، إذ لم يوجب الله على كل مسلم حفظ ما ورد في ذلك، ومن أنكر ذلك بعد العلم، وقفا غير سبيل السلف الصالح، وتمعقل على النص، فأمره إلى الله، ونعوذ بالله من الضلال والهوى.
وكلام ابن خزيمة هذا -وإن كان حقا- فهو فج، لا تحتمله نفوس كثير من متأخري العلماء.
وقال في "السير""١٠/ ٣٩٩":
من كلام عثمان بن سعيد الدارمي ﵀ في كتاب "النقض" له: اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله -تعالى- فوق عرشه، فوق سماواته.