للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منه قال: ما وجدت شيئاً اشد علي من العلم ومتابعته ولولا اختلاف العلماء لبقيت حائراً. وعنه قال: هذا فرحي بك وأنا اخافك فكيف فرحي بك إذا امنتك ليس العجب من حبي لك وأنا عبد فقير أنما العجب من حبك لي وأنت ملك قدير. وعنه وقيل له: أنك تمر في الهواء فقال: واي اعجوبة في هذا وهذا طير ياكل الميتة يمر في الهواء. وعنه: ما دام العبد يظن أن في الناس من هو شر منه فهو متكبر. الجنة لا خطر لها عند المحب لأنه مشغول بمحبته. وقال: ما ذكروا مولاهم إلا بالغفلة ولا خدموه إلا بالفترة. وسمعوه يوما وهو يقول: اللهم لا تقطعني بك عنك. العارف فوق ما نقول والعالم دون ما نقول. وقيل له: علمنا الأسم الأعظم قال: ليس له حد أنما هو فراغ قلبك لوحدانيته فإذا كنت كذلك فارفع له أي اسم شئت من أسمائه اليه (٣٠٦). وقال: لله خلق كثير يمشون على الماء لا قيمة لهم عند الله ولو نظرتم إلى من اعطي من الكرمات حتى يطير فلا تغتروا به حتى تروا كيف هو عند الأمر والنهي وحفظ الحدود والشرع.

وله هكذا نكت مليحة وجاء عنه أشياء مشكلة لا مساغ لها الشان في ثبوتها عنه أو أنه قالها في حال الدهشة والسكر والغيبة والمحو فيطوي ولا يحتج بها اذ ظاهرها إلحاد مثل: سبحاني وما في الجبة إلا الله ما النار لأستندن اليها غداً وأقول: اجعلني فداءً لاهلها وإلا بلعتها ما الجنة لعبة صبيأن ومراد أهل الدنيا ما المحدثون أن خاطبهم رجل عن رجل فقد خاطبنا القلب عن الرب.


(٣٠٦) هذا كلام مردود فقد ورد عن بريدة بن الحصيب أن رسول اللَّه سمع رجلًا يقول: اللَّهم إنِّى أسألُك بأنِّى أشهدُك أنك أنت اللَّه لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن لم كفوًا أحد، فقال: لقد سألت اللَّه بالاسم الذى إذا سئل به أعطى وإذا دُعى به أجاب".
أخرجه أبو داود (١٤٩٣)، وأحمد (٥/ ٣٥٠) من طريق يحيي القطان، عن مالك بن مِغْوَل، حدثنا عبد الله بن بُريدة، عن أبيه، به. وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>